كنيسة الكاثوليك بالشورانية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مايكل اسعد يرحب بكم فى منتدى كنيسة مارجرجس الكاثوليك بالشورانية بسوهاج ...الموقع تحت الانشاء انتظرونا...شفيع المنتدى البابا يوحنا بولس الثانى


    المطهر

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 125
    اهلا بكم ...مايكل اسعد : 0
    تاريخ التسجيل : 28/01/2010

    المطهر Empty المطهر

    مُساهمة  Admin الخميس يناير 28, 2010 6:07 pm

    عقيدة المطهر للأب د. يوأنس لحظي
    مقــدمـة

    ما اجمل الكنيسة الكاثوليكية في شجاعتها. هذه الشجاعة التي تجعلها تُعلن إيمانها جهرُا. وإعلان الكنيسة عن عقيدة المطهر هو تأكيد على رغبتها في الدخول إلى عمق "سر الايمان". وسنحاول في هذه السطور توضيح هذه العقيدة، حتى يكون أبناء الكنيسة على معرفة ووعي بإيمانهم.، وليعرفوا ما هيتها؟ وعلى أي أساس تقوم؟ وسنحاول توضيحها استنادا إلى كلام الوحي في الكتاب المقدس أولاً، ثم أقوال الأباء، وصلواتنا الطقسية.
    وسيكون البحث مقسم إلى فصلين:
    الأول: أساسيات المطهر، وفيه: الدينونة الخاصة - الخطيئة وعقابها.
    الثاني: المطهر، وفيه: إثباتات العقيدة - طبيعة المطهر.

    الفصل الأول
    أساسيات المطهر
    1- الدينونة الخاصة:



    للكلام عن المطهر لابد من البدء بالكلام عن الدينونة الخاصة، حيث لا يذهب إلى المطهر أو السماء أو جهنم إلا من اجتاز الدينونة الخاصة، أي بصفة فردية ومن خلالها تقرر مصيره في أي من الثلاث حالات السابقة الذكر. لذلك نبدأ بالدينونه الخاصة إثباتاتها من الكتاب المقدس، ثم ماهية الدينونة الخاصة؟ وبعد ذلك الرد على الاعتراض عليها.



    أولا- الدينونة الخاصة في الكتاب المقدس(ع. ج)
    تستند الكنيسة الكاثوليكية في كلامها عن الدينونة الخاصة إلى أماكن كثيرة في العهد الجديد منها كلام السيد المسيح، وكلام القديس بولس. لنذكر منها خمسة شواهد وهي:لو16: 22-23؛ لو43:23؛ أع 1: 25؛ في 23:1؛ 2كو 7:5؛ ا كو12:13.



    1. لو16: 22-23 مثل الغنى ولعازر
    " مات الفقير فحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم، ثم مات الغنى ودفن. فرفع عينه وهو في مثوى الأموات يقاسى العذاب، فرأي إبراهيم من بعيد ولعازر في أحضانه…".

    - يصور يسوع بهذا المثل حالة الإنسان بعد موته مباشرة، ويوضح أن دينونة الإنسان هي بعد موته وإلا كان يمكن القول "مات الفقير ودفن ومات الغنى ودفن" وكنا من خلال ذلك نفهم انهما في حالة انتظار وفي مكان واحد. لكن قوله حملته الملائكة إلى حضن إبراهيم ولم يذكر هذا للغنى ٌيظهر هذا التمييز بينهما، فالملائكة لا تحمل إنسان خاطئ، وإبراهيم أبو المؤمنين بالتأكيد لا يتساوى مع أشخاص لم يعرفوا الله حتى يذهب إليه لعازر وإلا فذهب إليه أيضا الغنى.

    من ناحية أخرى على أي أساس يذهب هذا إلى حضن إبراهيم؟ والآخر إلى العذاب؟ وعلى أي أساس لعازر يُعزى والغنى يتعذب؟ إنها إذا دينونة خاصة يمتثل أمامها الشخص بعد الموت مباشرة، ويتحدد عليها مصيره في السماء إما في المطهر إما في جهنم. وهنا نعرف مصير القديسين الّذين تكرمهم الكنيسة.

    على أي حال إذا كان هذا مثل واقعي – وهذا الأقرب إلى الحقيقة- أو رمزي، فلا يوجد مثل من أمثال السيد المسيح التي رواها الإنجيليون تحمل مثل بنية هذا المثل، حيث انه لا توجد أسماء مذكورة في أمثال قبل ذلك، والحال أن هذا المثل يوضح الأسماء والحالة والتي تخص الموتى والأحياء معا، على الأرض (أهل الغنى) وفي السماء.



    2. لو 43:23 "فقال له الحق أقول لك ستكون اليوم معي في الفردوس"
    E ما هو الفردوس
    «كلمة فارسية الأصل تعنى البستان استعملت لترجمة كلمة"عدن" (بستان) حيث جعل آدم وحواء على ما ورد في سفر التكوين. في العهد الجديد تشير هذه الكلمة إلى المكان الّذي يرمز إلى السعادة الأبدية»[1].

    الفردوس إذا هو مكان الحياة الأبدية وكما نصلى في القداس القبطي، هو (دار الأحياء إلى الأبد، أورشليم السمائية)؛ ليس هو مكـان انتظـار كما عند الكنيسـة الأرثوذكسية. لذلك فان اللص الّذي آمن بالمسيح قد نال الحياة الأبدية بعد موته مباشرة اليوم وليس في الدينونة الأخيرة، وحيث المسيح هناك اللص الّذي وعده.



    3. في 23:1
    "وأنا في نزاع بين أمرين: فلي رغبة في الرحيل لاكون مع المسيح وهذا هو الأفضل جداً جداً ".

    يظهر من كلام القديس بولس أنه لا يوجد انتظار بعد الرحيل (الموت) بل يكون مع المسيح. وعلى أي أساس يكون مع المسيح؟ لابد من إعطاء حساب عن حياته وهي الدينونة الخاصة والمباشرة بعد الموت؛ وإذا كان هناك انتظار للدينونة العامة أي لم يكن مع المسيح فكيف يشتهي هذا الانتظار وهو عالم أن الجماعة في احتياج إليه أ لم يكن من الأفضل الانتظار مع الكنيسة المحتاجة إليه؟ "أشد ضرورة لكم".



    4.رؤ 14:13
    " سمعت صوتا من السماء يقول اكتب طوبى للأموات اللذين يموتون في الرب، نعم منذ الآن يقول الروح فليستريحوا من جهودهم لان أعمالهم تتبعهم "

    الذين يموتون في الرب وليس كل الأموات، منذ الآن وليس بعد انتظار، يستريحوا الآن هذه الراحة هي ثمار جهودهم واعمالهم التي تتبعهم.



    2. أع 25:1
    " ليقوم بخدمة الرسالة مقام يهوذا الّذي تولى عنها ليذهب إلى موضعه "
    المقصود هنا هو يهوذا الاسخريوطى والّذي ترك رسالته (التلمذة ليسوع) وذهب إلى موضعه أي الهلاك " لم يهلك أحد منهم إلا ابن الهلاك ليتم الكتاب" يو 12:17.

    كما يوضح ذلك نفس الإنجيلي "أجابهم يسوع أما أنا اخترتكم انتم الاثنى عشر؟ ومع ذلك فواحد منكم شيطان" 70:6، لقد ذهب إلى موضعه. واضح تقرير مصيره، كما انه واضح لا يوجد انتظار.



    ثانيا: مفهوم الدينونة الخاصة

    ما هي الدينونة الخاصة إذا؟
    «هي دينونة الله لكل إنسان عند الموت، حين يتناول العهد الجديد موضوع مُجازة كل واحد بحسب أعماله (متى 16: 27 ؛ روم 6:2)، يُشعرنا بمثل هذه الدينونة (متى 24: 34،25:1؛ 2 كور 10:5؛ يو48:12)، كما أنه يُشعرنا بأن الدينونة تهدف إلى خلاص كل إنسان بالمسيح (يو 3:16)»[2]

    تظهر هنا الدينونة من خلال الشواهد المذكورة، أنها تخص كل إنسان بمفرده من خلال الأعمال التي عاشها على الأرض؛ وتتبعه إلى السماء حيث يقول: "كل واحد حسب أعماله". فإذا كان كل واحد يُدان بمفرده على أعماله، هل هذا يتطلب الانتظار إلى الدينونة العامة؟

    «الدينونة الخاصة وهي التي تتبع الموت مباشرة والتي سنقف فيها بمفردنا أمام منبر المسيح الديان العادل حقيقة واضحة وضوح الشمس في رائعة النهار، لا ريب فيها، فلا اقل، كعبيد حكماء من أن نسهر ونستعد لملاقاة السيد، في أي لحظة، حتى إذا جاء فجأة طلب منا أداء الحساب، يقول لنا مع العبد الصالح الأمين:"لقد أحسنت أيها العبد الصالح الآمين قد وُجدت أميناً في القليل فسأقيمك على الكثير، ادخل فرح ربك " متى 21:25».[3]



    ثالثا: اعتراض على الدينونة الخاصة
    يعترض قداسة البابا شنودة الثالث، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في كتابه لماذا نرفض المطهر؟ على الدينونة الخاصة ويقول: «مادام الإنسان قد وقف أمام الله ونال دينونتة، البار ذهب إلى السماء والشرير ذهب إلى جهنم، وانتهي الأمر ….فما لزوم الدينونة العامة إذا؟ وما هدفها؟ وما قيمتها؟ ما تأثيرها على تلك النفوس؟ ولكن تكون لها قيمة، إن كانت هي الدينونة الوحيدة التي يتقرر فيها مصير الإنسان».[4]

    ورداً على هذا الاعتراض نبدأ من النهاية إلى البداية:

    * يقول:"لكن تكون لها قيمة إن كانت هي الدينونة الوحيدة التي يتقرر فيها مصير الإنسان"، نقول إن كانت هي الدينونة الوحيدة هذا يعنى، أن جميع نفوس الموتى في انتظار ولن يُقرر مصيرهم بعد، لذلك نتسأل على أي أساس تُقيم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية القديسين؟ وتطلب شفاعتهم ؟اشفع فينا أيها السابق الصابغ يوحنا المعمدان ليغفر لنا خطايانا، أو اطلب من الرب عنا، أو اطلبوا من الرب عنا إنها تشفعات من القديسين وهنا نتسأل: كيف تكون شفاعة القديس وهو في حالة انتظار ولم يقرر مصيره بعد؟، وان كان في حالة برارة لماذا ينتظر الدينونة العامة ومصيره معروف الأبرار للحياة الأبدية؟

    * يقول: "ما دام الإنسان قد وقف أمام الله ونال دينونته، البار ذهب إلى السماء والشرير ذهب إلى جهنم، انتهي الأمر …… فما لزوم الدينونة العامة إذا؟ ".

    نقول: في الجزئية الأولى وهي أن البار ذهب إلى السماء والشرير إلى جهنم، حيث يوضح المسيح في كلامه أنهم لم يدخلوا إلى اليوم الأخير والدينونة الأخيرة وذلك في يوحنا 24:5 "الحق الحق أقول لكم: من يسمع لي ويؤمن بمن أرسلني فله الحياة الأبدية ولا يحضر الدينونة لانه انتقل من الموت إلى الحياة ".

    بالتأكيد الحياة الأبدية ليست على الأرض، وبالتالي الكلام عن الّذين رحلوا من العالم إلى الحياة الأخرى. وبالتأكيد أيضا أن الدينونة ليست على الأرض لكنها في السماء حيث يُقرر مصير الإنسان.

    فان كان هناك ناس دخلت الحياة الأبدية ولا يحضروا الدينونة فعلى أي أساس دخلوا الحياة الأبدية ويوم الدينونة العامة لم يأتى؟ وكما أنه يوجد مَن دخلوا الحياة الأبدية بالتأكيد يوجد من دخلوا النار الأبدية.

    وأما عن لزوم الدينونة العامة نقول عنه: زك 10:12؛ لو 27:21؛ أع 11:1.هذه الآيات تؤكد أن مجيء المسيح لن يأتى بعد انتهاء البشر أجمعين، ولكن سيأتي وتنظره كل عين، أي يوجد ناس أحياء على الأرض وهذا بقوله "يوجد في الحاضرين هنا من لا يذوق الموت" هؤلاء ستكون دينونتهم في اليوم الأخير، وفي الدينونة العامة ستكون قيامة الأجساد حيث يقوم كل من يسمع صوت ابن الله.



    2- الخطيئة والعقاب


    من بين أساسيات المطهر الخطيئة والعقاب، فالخطايا بينها تفاوت وليس على مستوى واحد، وهكذا يكون العقاب فهو مختلف باختلاف الخطيئة، لابد أن يكون القصاص عادلا. لذلك سوف نوضح التفاوت بين الخطيئة، ثم العقاب.



    أولاُ: التفاوت بين الخطيئة[5]
    التفاوت بين الأشياء هو من طبيعة الحياة، ليس هناك أشياء على مستوى واحد، ما هو جميل يوجد اجمل منه، وما هو قبيح يوجد اقبح منه وهكذا ………وفي الخطيئة يوجد هذا التفاوت، ففيها الخطيئة الكبيرة والصغيرة، يوجد ما يصلى من اجلها وما لا يصلى من اجلها؛ وتسميها الكنيسة في لاهوتها الخطيئة المميتة، والخطيئة العرضية، هناك الخطيئة التي تغفر والتي لا تغفر.

    كما أن هناك الخطيئة التي تؤدى إلى الموت جهنم الأبدية، والخطيئة التي لا تؤدى إلى جهنم ولكنها أيضا لا يدخل بها الإنسان السماء، وهنا المطهر حيث التطهير من هذه الشوائب للخطيئة. لهذا الكلام أدلة في الكتاب المقدس، العهد الجديد.

    * متى 3:7-5
    «لماذا تنظر إلى القذى الّذي في عين أخاك والخشبة التي في عينك أفلا تأبه لها؟ بل كيف تقول لأخيك: "دعني اُخرج القذى من عينك فها هي ذي الخشبة في عينك"، أيها المرائي أخرج الخشبة من عينك أولاً وعندئذٍ تبُصر فُتخرج القذى من عين أخيك».

    * القذى:هي الشيء الّذي يقع في العين ويرى بصعوبة، لصغر حجمها و يستخدمها السيد المسيح ليُشبه بها الخطيئة الصغيرة التي لا تؤدى، إلى هلاك الإنسان. ولكن أيضا لا يجب أن تهُمل لكن لابد التخلص منها أيضا.

    * الخشبة: شئ معروف من الجميع، حجمها وتأثيرها إذا أصيب بها إنسان. ويستخدمها السيد المسيح ليُشبه بها الخطيئة الكبيرة التي تقف حائل بين الإنسان وأخيه الإنسان. بل وذاته والتي قد تؤدى إلى هلاك الإنسان. إذا واضح من النص أن هناك تفاوت بين الخطايا (القذى – الخشبة).



    * يو16:5-17
    «إذا رأي أحد أخاه يرتكب خطيئةً لا تؤدى إلى الموت فليُصلِّ، والله يهب له الحياة (أعنى الّذين يرتكبون الخطايا التي لا تؤدى إلى الموت، فهناك الخطيئة التي تؤدى إلى الموت ولست اطلب الصلاة لها) كل معصيةٍ خطيئةٍ ولكن هناك الخطيئة التي لا تؤدى إلى الموت».

    * يوضح ويؤيد هذا الكلام قول السيد المسيح في متى 31:12-32 "لذلك أقول لكم: كل خطيئة وتجديف يغفر للناس أما التجديف على الروح، فلن يغفر. ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر، له أما من قال على الروح القدس، فلن يغفر له لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة". التفاوت في الخطايا يكون في الخطايا المميتة ذاتها و الخطايا العرضية ذاتها.

    - من هذه الآيات يتضح لنا أن ليس الخطايا على نفس المستوى، لكن هناك الخطيئة التي تُغفر والخطيئة التي لا تُغفر. ولا ننسى قول القديس بولس إلى روما "إن أجرة الخطيئة الموت" رو25:6.هذه الخطيئة هي الخطيئة المميتة وهذا ما يذكره القديس يوحنا "هناك خطيئة للموت".

    - هذا التفاوت بين الخطايا يدعنا نرى أيضا التفاوت في العقاب،وذلك حسب قوله:"يُجازي كل واحدٍ حسب أعماله". متى 27:16.



    ثانياُ: عقاب الخطيئة
    بداية نقول إن غفران الخطيئة شئ، وعقاب الخطيئة شئ آخر، فغفران الخطايا لا يمنع من العقاب والتكفير عنها واشتراكنا في آلام المسيح وحيث نتألم معه نتمجد معه رو17:8.

    فالعقاب هو بمثابة تطهير للنفس، كما تطهر النار الحديد من الصدأ ليرجع إلى طبيعته الأولى، هذا العقاب يكون على قدر الخطيئة، يقول السيد المسيح " يكال لكم بما تكيلون " متى1:7.



    * عقاب الخطيئة في الكتاب المقدس
    داود النبي في ثلاثة خطايا: الزنى والقتل وإحصاء الشعب. في الثلاثة خطايا هذه كان داود يندم ويتوب وينقل الرب عنه الخطيئة فلا يموت ولكن كان لابد له من العقاب.

    ·الحادث الأول الزنى والقتل 2 صم 11 ارتكب داود الخطيئة مع امرأة اُوربا وقتل زوجها وكلنا نعرف الحادث.



    غفران خطيئة داود 2صم 13:12
    اعترف داود بخطيئة أمام الرب الّذي اخبره عن طريق ناثان النبي، "فقال داود: قد خطأت إلى الرب. فقال له النبي: إن الرب أيضا نقل عنك خطيئتك فلا تموت أنت"، لكن العقاب لن ينقل عن داود.



    عقاب الخطيئة 2صم 10:12-14
    "والآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد وسأخذ زوجاتك وأدفعهن إلى غيرك، والابن الّذي يولد لك من بيتشابع يموت". فعقاب الزنى الّذي كان في السر هو هتك عرض عشر من زوجاته علاناً. وعقاب قتل اُوريا، هو قتل ثلاثة من أبناءه.

    · الحادث الثاني إحصاء الشعب (الكبرياء): 2 صم2:24 "طف مع أعوانك في جميع أنحاء المملكة من دان إلى بئر سبع وأحصوا الشعب لكي اعلم عددهم ".

    اعتراف بالخطيئة "قد خطأت جدا فيما صنعت والآن يارب انقل إثم عبدك لأني بحماقة عظيمة فعلت" 2صم 10:24.

    العقاب «كان كلام الرب إلى "جاد" النبي: امضي وقل لداود، هكذا يقول الرب: "إني عارض عليك ثلاثا. فأختر لنفسك واحد منها فأنزلها بك، أ تأتي عليك سبع سني جوع في أرضك، أم تهرب أمام أعدائك ثلاثة اشهر، أما يكون ثلاثة أيام وباء في أرضك؟» 2صم 11:24-12.

    وبعد أن اختار داود العقاب وهو الوباء فبعث الرب في كل إسرائيل وباء شديدا جدا فمات من الشعب سبعون ألف رجل. لقد اهلك داود بخطيئته سبعين ألف رجلا. حيث الخطيئة هناك العقاب الّذي يرجع به الإنسان إلى طبيعته الأولى ويتمم الغفران. هذا العقاب الّذي هو بمثابة تكفير إن لم يكتمل في هذه الدنيا، لابد أن يكتمل في الآخرة أي في المطهر قبل الدخول إلى الحياة الأبدية.






    الفصل الثاني
    المطهر


    نص العقيدة

    «في مجمع ليون الثاني ( 1274) حيث أعلنت شهادة إيمان ميخائيل باليولوغس، إمبراطور القسطنطينية: إن مات المؤمنون التائبون حقا في المحبة، قبل أن يكفرِّوا بثمار لائقة بالتوبة، عما ارتكبوه أو أهملوه، فستطهَّر نفوسهم بعد الموت بعقوبات مطهِّرة. هذا وإن تشفاعات المؤمنين الأحياء ستفيدهم للتخفيف عن هذه العقوبات، وهي ذبيحة القداس والصلوات والصدقات وسائر أعمال التقوى التي اعتاد المؤمنين أن يقوموا بها من اجل سائر المؤمنين، بحسب ما أنشأته الكنيسة».[6]

    نتكلم عن المطهر انطلاقا من هذا النص في أربعة نقاط كالآتي:


    1- إثباتات العقيدة
    أولاً- الكتاب المقدس
    أ‌. العهد القديم
    سفر المكابيين الثاني 42:12-46 "واخذوا يصلون ويبتهلون إليه أن يمحوا تلك الخطيئة، وبعد ذلك بدأ يهوذا النبيل يعظ الحاضرين ……لهذا قدم الكفارة عن الموت ليغفر الرب لهم خطاياهم".

    يوضح النص أن الصلاة هي من اجل غفران خطايا الّذين ماتوا بخطاياهم، ولكن كيف تغفر الخطايا بعد الموت؟ كيف يتطهر الإنسان من خطاياه ويقدم كفارة عنها، إن كان هناك مكانين (حالتين) فقط السماء وجهنم ولا ثالث لهم؟ لذلك النص يدعو كل إنسان للتفكير في هذا العمل الذي قام به يهوذا المكابي.



    ب‌. العهد الجديد
    E متى 32:12
    يقول الرب:"كل من قال كلمة على الروح لا يغفر له لا في هذا الدهر ولا في الأتي".
    يظهر من النص في كلام يسوع، إنه توجد خطايا تغفر في هذه الدنيا وخطايا تغفر في الحياة الأخرى. وهنا نتسأل كما في السابق كيف تغفر الخطايا بعد الموت؟ كيف يتطهر الإنسان من خطاياه ويقدم كفارة عنها إذا كان هناك حالتين السماء وجهنم ولا ثالث لهم كما يقول البعض؟ فأين المكان التي تغفر فيه الخطايا؟



    E متى25:5-26// لو58:12-59
    "سارع إلى إرضاء خصمك ما دمت معه في الطريق لئلا يسلمك الخصم إلى الشرطي فتلقى في السجن الحق أقول لك: لن تخرج منه حتى تؤدي أخر فلس ".

    - طلب التوبة في الحياة أي قبل الموت والوقوف أمام الديان، وإذا مات الإنسان وعليه دين أي غير تائب فانه يلقى في السجن (المطهر) ولن يخرج منه حتى يوفي كل ما عليه أي يتطهر

    تماما من خطاياه.

    السجن هو المطهر وليس جهنم لان من يدخل جهنم لا يخرج، فهي مصيرا أبدي أما هنا فيشير إلى الخروج (لن يخرج) وبالطبع ليس السماء لأنها ليست سجن بل هي الفرح الدائم مع الرب. إذا السجن هنا إشارة إلى وجود مكان ثالث يوفي فيه الإنسان دين كان يجب إيفائه على الأرض ونسميه المطهر. [7]



    E 1 كور 3:13-15
    "سيظهر عمل كل واحد، في يوم الله سيُعلنُه، لأنه في النار سيكشف ذلك اليوم، وهذه النار ستمتحن قيمة عمل كل واحد. فمن بقى عمله الّذي بناه على الأساس نال أجرة ومن احترق عمله كان من الخاسرين أما هو فسيخلص ولكن كمن يخلص من خلال النار".

    - الأساس هنا هو السيد المسيح وكل من يبنى عمله عليه ينال اجره أي انه سيخلص. ولكن من خسر عمله إنما يخلص ولكن من خلال النار، أي لابد أن يجتاز النار وهذا هو الجهد الّذي من خلاله يخلص الإنسان.

    "مع إن المقصود في قول بولس ليس نار المطهر بل مجرد تشبيه يريد منه الإشارة إلى صعوبة الخلاص"[8].



    ثانياً- أقوال بعض الآباء عن المطهر


    ·القديس قبريانوس يقول:"بأن التائبين الّذين ماتوا بعد أن غُفرت خطاياهم، يجب عليهم أن يؤدوا في الحياة الأخرى ما تبقى عليهم من التعويض المفروض، بينما الشهادة هي بمثابة تعويض كامل وافٍ. ليس بسيان غسل النفس من الخطايا باحتمال عذاب أليم طويل والتطهير بالنار وغسل النفس من الخطايا بشهادة الدم"[9].

    ·أوغسطينوس يقول: "بعض الناس لا يعانون العذبات الزمنية إلا في هذه الحياة، وبعضهم بعد الموت فقط، وغيرهم في هذه الحياة وبعد الموت. إلا انهم جميعا يقفون بين يدي هذه المحكمة الصارمة الأخيرة"[10].

    - واضح من كلام القديس أوغسطينوس أن المطهر ليس حالة تبدأ بعد الموت، ولكن بما أنها حالة اكتمال تكفير، فالتكفير يبدأ من هنا على الأرض ويكتمل بعد الموت، إذا يبدأ المطهر من هنا على الأرض. وبالتالي يمكن تفنيد كلامه إلى ثلاثة حالات كالآتي:

    1) "بعض الناس لا يعانون العذابات الزمنية إلا في هذه الحياة "، وهنا يقصد بهم الشهداء والقديسين الّذين عاشوا تحت نير الاضطهادات والآلام وماتوا من اجل المسيح.

    2) "بعضهم بعد الموت فقط "، وهنا قد يقصد الأشخاص الذين ماتوا دون أي تكفير عن خطاياهم في الحياة.

    3) " بعضهم في هذه الحياة وبعد الموت"، أي الأشخاص الّذين بدءوا مرحلة التكفير على الأرض وفاجأهم الموت، وبالتالي لابد أن يكتمل تكفيرهم هذا. وذلك يكون بعد الموت. إذا يمكن القول إن المطهر يبدأ على الأرض. يتضح لنا من هذه الاشتشهادات أن المطهر هو حالة تكفير بل اكتمال، هذا ما سنراه فيما بعد.

    ·كيرلس الاروشليمى يقول:"نثق بأننا نقدم عوناً كبيرًا لنفوس الأموات بالصلاة من أجلهم، حين تكون الضحية المقدسة الرهيبة على المذبح … نقدم لله من أجل الأموات صلواتنا، نقدم بوجه خاص المسيح، المذبوح بسبب خطايانا، وبذلك نستعطف الله المحب للبشر من أجلهم" [11].



    ثالثاً- صلوات الطقس القبطي


    ‌أ. القداس الإلهي
    بعد المجمع يقول الكاهن:"أولئك يا رب الّذين أخذت نفوسهم نيحهم في فردوس النعيم في كورة الأحياء إلى الأبد، في أورشليم السماوية، في ذلك الموضع …".

    نقول إذًا: إن الصلوات في الطقس القبطي من اجل الراقدين، هي من أوضح الأدلة أن أنفس الموتى في حالة تتطلب الصلاة من اجلها. هذه الحالة ليست حالة انتظار إلى يوم الدينونة الأخيرة فنقول: "فهي الآن قائمة أمام منبر مسيحك" لكن واضح أنها في حالة تكفير عن خطاياها، قد يكون بدأ هنا على الأرض أو بعد الموت مباشرة. هذه الحالة هي ما تسميها الكنيسة الكاثوليكية المطهر أي التطهير.

    وفي صلاة رفع البخور تُصلى الكنيسة من اجل الراقدين:"تفضل يارب نيح نفوسهم جميعاً في أحضان أبانا القديسين إبراهيم وإسحاق ويعقوب، علهم جميعًا في موضع خضرة على ماء الراحة في فردوس النعيم، الموضع الّذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد، في نور قديسيك".

    ‌ب. في صلاة الجناز
    · جناز الرجال الكبار: وان كان صنع شيئا من الخطايا إليك مثل سائر البشر اغفر له وسامحه ولتزل عنه سائر عقوباته، لانك لم تخلق الإنسان للهلاك بل للحياة، نيحه في ذلك المكان ……".[12]

    ·جناز النساء الكبار:"نسألك يا محب البشر المتحنن أرجعها ونيحها وسامحها وأغفر لها كثرة خطاياها، وتجاوز عنها لانك لم تخلق الإنسان للشرور بل للخيرات، فهي الآن أيضا قائمة أمام منبر مسيحك، فليكن لها نياح وراحة وبرودة وفرح …".[13]

    ويوجد كثير من هذه الصلوات التي وإن دلت تدل على طلب الراحة والغفران للنفس المنتقلة، ويعلق الأب مكسيموس في كتابه "لماذا نؤمن بالمطهر؟" على هذه الصلوات وغيرها قائلا:"وهل إذا كانت كل أنفس الراقدين سواء في الانتظار ليوم الدينونة العامة تحتاج إلى قولنا للرب افتح لها باب الفردوس وافتح لها باب السماء واجعلها أن تكون في حضن ابائنا القديسين إبراهيم واسحق ويعقوب؟".[14]

    بعد أن عرضنا بإيجاز إثبات عقيدة المطهر من الكتاب المقدس، وأقوال الآباء، والصلوات في الطقس القبطي، نود أن نعرض مفهوم المطهر، وما هي النار التي يتكلم عنها القديس بولس "يخلص كما بنار".





    2- طبيعة المطهر


    ·بالرجوع إلى النص:"إن مات المؤمنون التائبون حقا في المحبة، قبل أن يكفروا بثمار لائقة بالتوبة، عما ارتكبوه أو أهملوه، فستُطهَّر نفوسهم بعد الموت بعقوبات مطهِّرة…..".

    ·في تعليم الكنيسة الرسمي:"الّذين يموتون في نعمة الله وصداقته، ولم يتطهروا بعد تطهيراً كاملاً، وان كانوا على ثقة من خلاصهم الأبدي، يخضعون من بعد موتهم لتطهير، يحصلون به على القداسة الضرورية لدخول فرح السماء"[15].

    من النصين نستخلص أن المطهر هو حالة تكفير، هذا التكفير يؤدى إلى تطهير النفس تطهيرًا كاملاً، ينقلها إلى القداسة والحياة مع الله إلى الأبد، هذا التكفير قد يكون بدأ على الأرض ولم يكتمل بعد.[16]




    أولاً- لماذا المطهر؟
    للكلام عن طبيعة المطهر لابد الانطلاق من طبيعة الله وطبيعة الإنسان.



    أ‌. طبيعة الله
    يخبرنا القديس يوحنا في رسالته الأولى بأن "الله محبة"8:4،16، الله هو المحبة الكاملة والتي منها نستمد كل محبة، في هذه المحبة يوجد الفرح الكامل، والسعادة الكاملة. يوجد فيها كل شئ كامل. يوجد في هذه المحبة كل ما يطوق إليه الإنسان بطريقة كاملة لا نهائية.

    - محبة الله هي أن يشركنا في محبته الكاملة وسعادته الكاملة، في فرحه الكامل. ولكن هذه المحبة الكاملة لا ولن يشاركها أي محبة ناقصة، فالمشاركة لهذه المحبة تكون على نفس الكمال التي فيها. فهل توجد محبة كاملة غير الله؟.

    - بالطبع لا توجد محبة كاملة غير الله لان الله هو مصدر كل شئ، ولكن توجد محبة خُلقت من الله تسعى لان تكون كاملة، وهي محبة الإنسان التي وُهبَ إياها من الله، وهنا لابد الكلام عن طبيعة الإنسان.


    ب‌. طبيعية الإنسان
    ·الإنسان هو صورة الله ومثاله "لنخلق الإنسان على صورتنا ومثالنا" تك 26:1

    · الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله مدعو للقداسة مثل الله "كونوا قديسين لأني أنا قدوس" اح44:11-45، 2:19، الإنسان إذا مطبوع بطبيعة الله، طبيعته من طبيعة الله هذا ما يقوله القديس بطرس "إن قدرة الله منحتنا أن نصير شركاء الطبيعية الإلهية" 2بط4:1، هذه القدرة وُهبت للإنسان في المعمودية، ليشارك المسيح في موته وقيامته، ويدخل من خلالها الحياة فائقة الطبيعية أي الحياة في المسيح التي بدأت على الأرض وتكتمل في السماء أي "الرؤية المباشرة لوجه الله"، ولكن كيف يصل الإنسان إلى هذه الرؤية والكتاب يقول: "ما من أحد بار، لا أحد، ضلوا جميعًا ففسدوا معاُ ما من أحد يعمل الصالحات لا أحد" روم10:3-12.

    كيف الوصول إذا إلى محبة كاملة تشارك الله المحبة؟ فالإنسان إلى آخر لحظة في حياته لن يتخلى عن ذاته، ولن يخرج من ذاته ليكن مثل الله. فما زالت محبته ناقصة ولابد أن يتطهر من هذا النقص في المحبة. "فمن الّذي يجرؤ على الاعتقاد في ساعة موته بأنه قائم في حالة المحبة الكاملة وانه تخلص من كل ذرة من الأنانية؟ هذا أمر مستحيل، باستثناء مريم العذراء".[17] إذا لابد من المطهر لكل إنسان حتى يشترك في حياة الله المحبة.

    - الإنسان قد يبدأ التكفير هنا على الأرض للتحرر من ذاته، ليهبها لله، هذا التحرر هو الألم الّذي نعانيه في هذا الزمن الحاضر والّذي يستكمل بعد الموت، فالإنسان لا يعيش شيئاً كاملاً على الأرض، هذا الألم الّذي نعاينه هنا على الأرض إن لم يكن له قيمة تطهير لصار آلماً لا يحتمل وحجر عثرة في حياة الإنسان يؤدى به إلى هلاك نفسه. ومن هنا نقول أن المطهر يبدأ هنا على الأرض.

    إذا المطهر على الأرض ألما قد يكون في الجسد مع النفس وبعد الموت يكون تطهير بالنار. ما الفرق بين نار المطهر ونار جهنم التي تحرق إذا؟.

    "لا فرق بين النار التي تُهلك في جهنم، والنار التي تطهر في المطهر، والنار التي تُسعد في السماء. نحن هم المختلفون أمام المحبة الثابتة اللامتناهية: فإن كنا مخالفين تماما للمحبة عذبتنا نار الله، وإن كنا قادرين على الأطهار، طهرتنا هذه النار، وإن كنا متحدين بالله، أسعدتنا هذه النار".[18] إذا النار هي نار المحبة التي تطهر، وهنا نضيف اختلاف بسيط بين نار المطهر ونار جهنم، وهي أن الأولي مؤقتة والثانية دائمة. المطهر إذا هو محبة مطهرة لابد للإنسان أن يمر بها ليدخل ويشارك الله محبته الكاملة.



    ثانياً- المطهر محبة مطهرة[19]
    تحت هذا العنوان نكتب افضل ما قرأناه عن "طبيعية المطهر"، في كتاب فرح الأيمان بهجة الحياة، متبنين رأيه ومضيفين بعض التوضيحات الممكنة.

    v "المطهر هو ألم يقاسيه الإنسان طوعا"، أي بكامل حريته يشترك في خلاص نفسه، فعندما يقف الإنسان أمام قداسة الله الكاملة الساطعة يرتاع من حالته، حالة النقص التي يكون فيها. فلا يُكتشف الناقص إلا على ضوء الكامل، هذا الارتياع أمام المحبة هو الندامة. هذه الندامة هي شدة محبة تُريد التعويض عن حقارة الماضي.

    فالمطهر إذا هو ألم اختياري لا يُريد الإنسان أن يفوته على الإطلاق، ففيه يحترق الإنسان بنار المحبة المطهرِّة، وكلما شعر بالاحتراق والتطهير ورأي نفسه يمتلك القدرة على مشاركة المحبة الكاملة "الله"، فيغمره فرحٌ لا يفوقه فرحاً أخر إلا فرح السماء.

    حين يرى الإنسان نفسه أمام المحبة، لا يسعه إلا أن يرغب فيها. وليس ألمه إلا الشعور بأنه غير قادر على ذلك تماما فآلامنا هو الاعتراف في وعي تام، بأننا عاجزون عن المحبة الحقيقية.

    المطهر هو ساعة الحقيقة، هو لحظة اكتشاف النفس في كامل حقيقتها على ضوء قداسة الله. هذه المعرفة التامة للنفس يسميها الكاتب "صلب النفس". في المطهر يشعر الإنسان بألم التطهير، ويفرح بالتخلص من نقص المحبة ليدخل ويشارك الله المحبة.





    3- اعتراضات على المطهر


    ما من قضية تُطرح إلا ويوجه إليها النقد والاعتراض. النقد والاعتراض لهما أهداف، قد يكون هدفهما هو تنقية القضية من الشوائب لتظهر في افضل صورها، وهذا إيجابي. وقد يكون الهدف عكس ذلك أي للهدم وليس للبناء، بل ولإظهار المجد الذاتي باعتراضات قد تكون لمجرد الاعتراض فقط.

    عقيدة المطهر قضية إيمانية في الكنيسة الجامعة، هي من القضايا التي تلفت نظر المؤمن وتدعوه للتفكير في حياته، ما هي؟ ما هدفها؟ ماذا سيكون بعد هذه الحياة؟ ومن بين اعتراضات كثيرة نأخذ اعتراضين ومن المعترض:

    اولا- المعترضون
    الكنيسة الأرثوذكسية ممثله في شخص قداسة البابا شنودة الثالث الّذي تفضل بتأليف كتابه لماذا نرفض المطهر؟.

    ثانياً- الاعتراضات
    1) ورد في كتاب لماذا نرفض المطهر؟ ص70 هذا الاعتراض:

    «الذين يعاصرون القيامة، وُيخطفون إلى السماء، لا يدخلون المطهر طبعاً، مهما كانت لهم خطايا عرضيه أو غيرها. فكيف يتم العدل الإلهي، كاثوليكيا؟ ……فان كان عدل الله يسمح بمسامحة هؤلاء المختطفين، فبنفس المنطق ألا يسامح السابقين لهم في الزمن، مادامت العدالة الإلهية راضية، ولا حاجة إلى مطهر. أم هل يحتج البعض ويقولون: كيف يُختطف هؤلاء دون أن يتطهروا؟! ويبقى السؤال قائما: كيف التصرف مع هؤلاء؟ وكيف يمكن تحليل الأمر لاهوتيا ……وبنفس المنطق يمكن أن نسأل عن مجموعة أخرى من معاصري القيامة: كانت عليهم عقوبة وجاءت القيامة قبل أن يتمموها …».[20]

    v التساؤل قائم هنا على الذين يعاصرون القيامة؟ بأنهم لم يدخلوا المطهر لأنه لا مطهر بعد القيامة العامة. وهذا يتنافى مع عدل الله كما انه يثير احتجاج البعض.

    نتكلم هنا عن نقطتين الأولى احتجاج البعض، الثانية عدل الله انطلاقا من مثل العمله واجرتهم متى 20:1-16:

    E احتجاج: "وكانوا يأخذونه ويقولون متذمرين على رب البيت: هؤلاء الذين أتوا أخرا لم يعملوا غير ساعة واحدة فساويتهم بنا نحن الذين احتملنا ثقل النهار وحره الشديد".

    E عدل الله: "فأجاب واحد منهم : يا صديقي، ما ظلمتك، ألم تتفق معي على دينار؟ خذ مالك وانصرف. فهذا الّذي أتى أخرا أريد أن أعطيه مثلك: ألا يجوز لي أن أتصرف بما لي كما أشاء؟ أم عينك حسود لأني كريم؟".

    رحمة الله إذا هي أوسع وأشمل مما يقتضيه عدله، دون أن تخالف العدل. ويختم المثل "فهكذا يصير الآخرون أولين والأولون آخرين".

    إضافة إلى ذلك نقول: أن المطهر هو اكتمال تكفير، قد يبدأ على الأرض ويشترك فيه الإنسان بحريته لأجل خلاصه وتطهيره، هذا ما أوضحناه سابقا.

    2) اعتراض آخر يقدمه البابا في نفس الكتاب يتلخص في الآتي: المطهر كتكفير هو ضد كفارة المسيح بل ويلغيها.[21]

    v ردا على ذلك نوضح أن كفارة المسيح هو عن خطيئة العالم الذي يشترك فيها الكل "حمل الله الّذي يحمل خطيئة العالم" هذا الوضع الخاطئ الّذي يشمل البشرية. وعن الإنسان كفرد مشترك في الوضع الخاطئ. ولكن ما لم يفعله المسيح هو: إجبار الإنسان، بل أعطاه أن يعيش حريته كما أعطيت له، هذه الحرية جعلت يسوع يشرك الإنسان في خلاص نفسه بأي طريقة وإلا لما كان معنى لفداء المسيح المجبر على الإنسان ولكن يقول القديس بولس"أكمل ما نقص من آلام المسيح في جسدي" إذا الإنسان يشترك في خلاص نفسه بحريته. والفداء والكفارة هي عمل مشترك بين المسيح والإنسان، الدعوة تتطلب تجاوبا معها.




    خـاتمة

    إن مخطط الله الأزلي للإنسان، هو أن جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون. هذا الخلاص والحق في الإنسان هما دعوته للقداسة. والقداسة هو أن يشارك الإنسان لله في محبته وسعادته. ولكي يحقق الإنسان هذه الشركة لابد أن يكون على نفس مستوى محبة الله، ومَن في البشر يصل إلى هذا الحد من المحبة الكاملة؟ من اجل هذا كان المطهر.

    - فالمطهر هو حالة تطهير النفس، من كل شوائب الخطيئة، ليصل الإنسان إلى كمال المحبة، حيث لا يدخل السماء نجس أو رجس.

    - المطهر هو نار الحب التي تُطهر، والإنسان يشترك في هذا التطهير بحريته، وكلما رأى نفسه قادر على التطهير والاقتراب من مجد الله، كان هذا فرح المطهر له. ولان المطهر هو حالة تكفير، فهو يبدأ على الأرض، مع الإنسان الذي يبدأ مسيرة توبته والتكفير عن خطاياه على الأرض.

    - في الكلام عن المطهر لابد من الخروج من الزمن، فهو لا يرتبط بزمان أو مكان، لا يجوز استخدام قبل وبعد. ولكن الأفضل أن نقول أن المطهر هو شرط دخول السماء.

    - عقيدة المطهر نشأت لوجود، الصلوات من اجل الموتى في الكنسية من قديم الزمن، وليس العكس.

    - المطهر هو تكفير لأجل التطهير، هذا التكفير ليس ضد ولا يلغى كفارة المسيح على الصليب، ولكن يقول القديس بولس:"أكمل ما نقص في جسدي من آلام المسيح" كو24:1، هو اشتراك في كفارة المسيح، واشتراك الإنسان في خلاص نفسه.

    - المطهر هو لحظة الحقيقة، لحظة اكتشاف حقيقة النفس أمام قداسة الله.

    - الكلام عن الآخراويات، هو من اكثر الكلام الذي يواجه صعوبات، فهو لابد أن نخرج من الزمن. لأنه لا وجود للكلام عن شئ ملموس أو محسوس.

    - وبالرغم من كل ما تتكلم فيه الكنيسة من عقائد وقضايا إيمانية، إلا إنها تبقى في مسيرة دائمة نحو الحقيقة. وتترك دائما الكلمة الأخيرة لله.



    قائمة المصادر والمراجع


    1. الكتاب المقدس، دار المشرق، بيروت، لبنان، 1991، الطبعة الثانية.

    2. التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، ترجمة مجموعة من الدارسين، المكتبة البولسية، بيروت، لبنان، 1999.

    3. صبحي حموي اليسوعي(الأب)، معجم الأيمان المسيحي، دار المشرق، بيروت، لبنان، 1994.

    4. أوغسطين دوبره لاتور (الأب)، دراسة في الاسكاتولوجيا، = سلسلة دراسات لاهوتية، ترجمة صبحي حموي اليسوعي، دار الشرق، بيروت، لبنان، 1994.

    5. ايسذوروس البراموسي (الأب)، الصلوات الطقسية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مكتبة مار جرجس، شبرا، مصر، د.ت.

    6. سليم بسترس (الأب)، اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر ج3، = سلسلة الفكر المسيحي بين الأمس واليوم، 4، المكتبة البولسية، بيروت، لبنان، 1988.

    7. شنودة الثالث(البابا)، لماذا نرفض المطهر؟، القاهرة، 2000، الطبعة الثالثة.

    8. فرنسوا فاريون اليسوعي (الأب)، فرح الأيمان بهجة الحياة، ترجمة صبحي حموي اليسوعي، دار الشرق، بيروت، لبنان، 1996، الطبعة الثالثة.

    9. لودويغ اوت، مختصر في علم اللاهوت العقائدي ج2، ترجمة جرجس المارديني، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، لبنان، 1965.

    10. لويس برسوم (الأب)، المطهر، المعهد الاكليريكى الفرنسيسكانى القبطي بالجيزة، القاهرة، 1984.

    11. مكسيموس كابس (الأب)، لماذا نؤمن بالمطهر؟ ج2، مطبعة السلام، القاهرة، 1989، الطبعة الثانية.





    الفهــرس
    مقــدمـة................................................................................ 1

    الفصل الأول............................................................................... 2

    أساسيات المطهر........................................................................... 2

    1- الدينونة الخاصة................................................................... 2

    أولا- الدينونة الخاصة في الكتاب المقدس(ع. ج)...................................... 2

    ثانيا: مفهوم الدينونة الخاصة........................................................... 4

    ثالثا: اعتراض على الدينونة الخاصة................................................... 5

    2- الخطيئة والعقاب.................................................................. 6

    أولاُ: التفاوت بين الخطيئة............................................................. 6

    ثانياُ: عقاب الخطيئة................................................................... 8

    الفصل الثاني............................................................................... 9

    المطهر................................................................................... 10

    1. إثباتات العقيدة................................................................... 10

    أولاً- الكتاب المقدس................................................................. 10

    ثانياً- أقوال بعض الآباء عن المطهر................................................ 12

    ثالثاً- صلوات الطقس القبطي........................................................ 13

    2. طبيعة المطهر................................................................... 14

    أولاً- لماذا المطهر؟................................................................. 14

    ثانياً- المطهر محبة مطهرة.......................................................... 16

    3. اعتراضات على المطهر......................................................... 17

    أولا- المعترضون……………………………………………………………………………………17

    ثانيا- الاعتراضات.................................................................. 17

    الخـاتمة................................................................................. 19

    قائمة المصادر والمراجع …………………………………………………………………………………20





    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] صبحي حموي اليسوعي(الأب)، معجم الإيمان المسيحي، دار المشرق، بيروت، لبنان، 1994،ص352.

    [2] صبحي حموي اليسوعي، مرجع سابق، ص219.

    [3] لويس برسوم(الأب)، المطهر، المعهد الاكليريكي الفرنسيسكاني القبطي، الجيزة، القاهرة، 1984، ص19.

    [4] شنودة الثالث (البابا)، لماذا نرفض المطهر؟، الأنبا رويس، القاهرة، 2000، الطبعة الثالثة، ص112.

    [5] لويس برسوم، مرجع سابق، ص42-47.

    [6] اوغسطين دوبره لاتور، دراسة في الاسكاتولوجيا، = سلسلة دراسات لاهوتية، ترجمة صبحي حموي اليسوعي، دار المشرق، بيروت، لبنان، 1994، ص115.

    [7] تشبيه المطهر بالسجن غير مقبول عند البعض، ولكن هذه الكلمة استعملها السيد المسيح بالتأكيد ليس بمعناها الدارج، حيث أن كلامه يحمل معاني اعمق واشمل من اللفظ المستعمل.

    [8] سليم بسترس(الأب)، اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر جزء3، = سلسلة الفكر المسيحي بين ألامس واليوم، 4، المكتبة البولسية، بيروت، لبنان، 1998، ص347.

    [9] لودغ اوت، مختصر علم اللاهوت العقائدي، جزء2، ترجمة جرجس المارد يني، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، لبنان، 1965، ص152.

    [10] المرجع السابق، ص152.

    [11] اوغسطين دوبره لاتور، مرجع سابق، ص118.

    [12]ايسذوروس البراموسي (الأب)، الصلوات الطقسية في الكنيسة الأرثوذكسية، مكتبة مارجرجس، شبرا، مصر، د.ت، ص178.

    [13] الصلوات الطقسية في الكنيسة الأرثوذكسية، المرجع السابق، ص184.

    [14] مكسيموس كابس (الأب)، لماذا نؤمن بالمطهر؟جزء2، مطبعة السلام، القاهرة، 1989، الطبعة الثانية، ص73.

    [15] التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، ترجمة مجموعة من الدارسين، المكتبة البولسية، بيروت، لبنان، 1999، ص317.

    [16] الفارق بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية في الصلوات لأجل الموتى هو: الكنيسة الكاثوليكية تتشفع من اجل اكتمال التكفير أي العقوبة التي استوجبتها الخطيئة، في حين تتشفع الكنيسة الأرثوذكسية من اجل اكتمال غفران الخطيئة أي الحل من الخطيئة، راجع كتاب دراسة في الاسكاتولوجيا، مرجع سابق، ص119.

    [17]فرا نسو فاريون اليسوعي(الأب)، فرح الإيمان بهجة الحياة، ترجمة صبحي حموي اليسوعي، دار المشرق، بيروت، لبنان، 1996، الطبعة الخامسة، ص214.

    [18] فرا نسو فاريون اليسوعي، مرجع سابق، ص214-215.

    [19] المرجع السابق، ص215.

    [20] شنودة الثالث(البابا)، لماذا نرفض المطهر؟، القاهرة، 2000، الطبعة الثالثة، ص70.



    [21]لماذا نرفض المطهر، مرجع السابق، ص75-78.
    منقووووووووول
    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 125
    اهلا بكم ...مايكل اسعد : 0
    تاريخ التسجيل : 28/01/2010

    المطهر Empty العقيد ة المسيحية المبسطة للاطفال

    مُساهمة  Admin الخميس يناير 28, 2010 6:12 pm

    العقيدة المسيحية للأطفال
    العقيدة المسيحية

    (1)

    العذراء مريم هي أم يسوع، وهي أمنا الكاملة القداسة في السماء. وهي تريد أن يعرف جميع الأطفال أبنها يسوع، وأن يكون طائعين وطيبين كما كان ابنها الطفل يسوع. إن أمنا مريم تطلب منّا أن نحب ابنها يسوع، نصلي كل يوم له، لنحيا دائما ممتلئين من نعمته.

    - هل تعرف ماذا يجب أن تفعل لكي تصير طفلاً مسيحياً: يعرف يسوع، ويحبه حباً حقيقاً، ويصلي له صلاة مقبولة؟. إن الطريق الوحيد لهذا هو أن تتدرس بجهد وبجدّية "عقيدة الكنيسة": هذه العقيدة التي يحتويها هذا الكُتب، الذي صمم بطريقة بسيطة وشيقة لمساعدتك على:

    - معرفة يسوع،

    - التشبه به،

    - محبته محبة كاملة،



    العقيدة المسيحية للأطفال

    قبل المناولة الاحتفالية الأولى



    صلوات كل صباح

    علامة الصليب

    بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد. آمين.

    الصلاة الربيّة

    أبانا الذي في السماوات ليتَقدّس إسمَك، ليأتي ملكوتَك، لتَكن مشيئتَك كما في السماء كذلِكَ على الأرض، خبزنا كفاف يومنا أعطنا اليوم، وإغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا، ولا تُدخلنا في التجارب، لكن نجّنا من الشرير، بالمسيح يسوع ربنا، لأن لكَ القوة الملكَ والقوةَ والمجد، إلى أبدِ الآبدين.آمين

    السلام الملائكي

    السلام عليكِ يا مريَم، يا ممتلئة نعمة الربُّ معكِ، مباركة أنتِ في النساء، ومباركة ثمرة بطنك سيدّنا يسوع المسيح… يا قدّيسة مريم، يا والدة الله، صلّي لأجلنا نحنُ الخطأة، الآن وفي ساعةِ موتنا. آمين

    المجــد

    المجدُ للآب والابن والروح القُدس كما كان وهكذا يكون من جيل وإلى جيل وإلى إبد الأبدين. آمين

    فعل الإيمان

    ربي وإلهي- إني أومن إيمانا ثابتا- بجميع الحقائق التي أوحيتها- وتعلمنا إياها بواسطة كنيستك- لأنك أنت هو الحق- الذي لا يغلط ولا يغش. آمين.

    فعل الرجاء

    ربي وإلهي- أني أرجو بثقة تامة- أن تمنحني- باستحقاقات ربنا يسوع المسيح- النعمة في هذه الدنيا- وان حفظت وصاياك، الحياة الأبدية- لأنك وعدتني ذلك- وأنت صادق في مواعيدك. آمين.

    فعل المحبة

    ربي وإلهي- إني أحبك من كل قلبي- فوق كل شئ- لأنك كلي الكمال والصلاح- وأحب قريبي كنفسي- حبا بك. آمين.

    فعل الندامة

    أيها الرب إلهي، أنا نادم من كلّ قلبي على جميع خطايا، لأني بالخطيئة خسرت نفسي والحياة الأبدية، واستحققت العذابات الجهنمية، وبالأكثر أنا نادم لأني أغظتك وأهنتك أيها الرب إلهي، المستحق كلّ كرامة ومحبة، ولهذا السبب أبغض الخطيئة فوق كلّ شيء، وأريد بنعمتك أن أموت قبل أن أغيظك فيما بعد، وأقصد أن أهرب من كلّ سبب الخطيئة، وأن أفي بقدر استطاعتي عن الخطايا الَّتي فعلتها. آمين.

    تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت11 : 28)

    قانون الإيمان

    وصايا الله العشر

    أولا- أنا هو الرب إلهك لا يكن لك إله غيري.
    ثانيا- لا تحلف باسم الله بالباطل.

    ثالثا- قدس يوم الرب.

    رابعا- أكرم أباك وأمك.

    خامسا- لا تقتل.

    سادسا- لا تزن.

    سابعا- لا تسرق.

    ثامنا- لا تشهد بالزور.

    تاسعا- لا تشته امرأة قريبك.

    عاشرا- لا تشته مقتني غيرك.

    وصايا الكنيسة

    أولا- إسمع القداس الآحاد والأعياد المأمورة.

    ثانيا- صم الصوم الكبير وسائر الأصوام المفروضة.

    ثالثا- انقطع عن تناول اللحم الأيام التي تحددها الكنيسة.

    رابعا- اعترف بخطاياك قلما يكون مرة في السنة.

    خامسا- تناول القربان المقدس قلما يكون في زمن الفصح.

    سادسا- أوف البركة أس العُشر.

    سابعا- امتنع عن الاحتفال بالعرس في الأزمنة المحرمة.

    أسرار الكنسية السبع

    أولا- المعمودية.

    ثانيا- التثبيت.

    ثالثا- القربان المقدس.

    رابعا- التوبة.

    خامسا- مسحة المرضي.

    سادسا- الدرجة.

    سابعا- الزواج.

    العقائد المسيحية

    معنى كلمة عقيدة

    كلمة عقيدة تعني صيغة محددة وواضحة لإيمان معين، أي تحديد بشري لوحي أو إعلان إلهي.

    فعقيدة الخلاص، على سبيل المثال، تعني التحديد الكنسي لمعنى الخلاص على ضوء كلمة الله، أي كيف يمكننا أن نفهم هذه الحقيقة الإيمانية، ونعبر عنها بكلماتنا البشرية.

    1- الله الآب الخالق:

    في قديم الزمان لم يكن هناك أي شيء مما هو الآن، لم تكن هناك لا السماء ولا الأرض، لا النجوم ولا القمر ولا الشمس، لم يكن هناك النباتات ولا الحيوانات. كان فقط الله، ولكن الله أراد أن يخلق كل هذه الأشياء، ولأنه أرادها فقد خلقها، ولأنه خلقها فهو يحبها.

    لقد خلقها من العدم، أي أنها قبل الخلقة لم تكن موجودة.

    الله هو الخالق، وكل الخليقة منه جاءت، وهي ملك له.

    الله هو خالق كل الأشياء، وهو سيد الكل.

    - من هو الله؟

    الله هو الكائن الكلي الكمال، هو الخالق، وهو سيد السماء والأرض.

    + ماذا نقول عندما شخص ما يعطينا هدية؟

    + نقول: "شكراً"

    + كمْ من الهدايا قد أعطانا ويعطينا الله كل يوم؟.

    فنشكر الله من كل قلوبنا:

    أشكرك يا إلهي الحبيب، لأنك خلقت كل الأشياء جميلة، ومفيدة ورائعة. أنت جميل يارب، ومنك تخرج كل الأشياء الجميلة. آمين

    2- الله خلق الإنسان

    إن الله لم يخلق فقط الأشياء، بل خلق أيضا الإنسان، رجلاً وامرأة.

    أول رجل خلقه الله هو آدم، وأول امرأة هي حواء. ومن آدم وحواء جاءت كل البشرية، كل الرجال وكل النساء.

    - مَنْ خلقنا؟

    لقد خلقنا جميعا الله.

    في الصباح عندما تستيقظ من النوم، أشكر الله لأنه خلقك، وخلق لك بابا وماما.

    وتعلم جيداً "فعل الإيمان" ص..... وقوله كل صباح.

    3- الله خلق الملائكة

    إن الله قبل أن يخلق آدم وحواء خلق كثير من الملائكة.

    والملائكة يحيون في السماء، حيث يرون ويسبحون ويصلون ويرنمون دائما إلى الله.

    ويوجد بقرب كلّ واحد منّا ملاكه، الذي يحرسه ويحميه ويقوده حتى يستطيع أن يصل إلى السماء: هذا الملاك يسمى "ملاكي الحارس".

    - مَنْ هم الملائكة؟

    هم خُدام الله غير المرئيين، وهم أيضا حراسُنا.

    اذكر دائما أن بجوارك يوجد "الملاك الحارس"، لكي يحميك ويرشدك ويحرسك.

    عندما تشعر بالخوف، أو عندما تجد نفسك في خطر، صلِ له، واسأله أن يحميك. ص ..........

    4- الله في كل مكان

    يحيا الله في السماء مع الملائكة والقديسين.

    ويحيا أيضا هنا في الأرض، بين البشر، في البيوت والهواء، وفي كل مكان.

    هو يعرف ويرى كل شيء وكل الأشياء. ويرانا دائما، عندما نكون وحدنا أو مع الآخرين، عندما نكون في الظلام أو النور، في الليل أو الصباح.

    لا يمكن أن نفعل شيئا ونخفيه عنه أو نفعل شيئا دون أن يعرفه.

    - أين الله؟

    هو في السماء وعلى الأرض وفي قلبي وفي كل مكان.

    كن دائما صريحا، لا تكذب أبداً؛ فالله يعرف حتى أفكارك.

    هل تعرف أين يوجد أيضاً الله، يوجد داخلك، إنه يسكن في قلبك.

    صلاة: إلهي إني أحبّك من كل قلبي أكثر من كل الأشياء.

    5- الثالوث المقدس

    قال الله: أنا هو الرب إلهك، لا يكن لك إله أخر. إن الله هو رب واحد، هكذا كان وهكذا يكون من جيل وإلى أبد الأبدين.

    ولكن الله ليس وحيداً بل هو ثالوث مقدس، أي ثلاثة أقانيم متساوية ومتحدة، ولهذا فنحن نؤمن بإله واحد وثالوث مقدس.

    - ماذا تسمى أقانيم الله الثلاث؟

    آب وابن وروح قدس.

    قمْ برشم علامة الصليب: بسم الآب والابن والروح القدس، إله واحد آمين.

    حاول تكرار صلاة المجد: "المجد للآب والابن والروح القدس..." ص.......

    6- خطيئة آدم وخواء

    إن الله عندما خلق آدم وحواء وضعهما في السماء، أي في حديقة رائعة الجمال تسمى فردوس النعيم. وقال لهما: "يمكنكما الآكل من كل شجر وثمار الفردوس ماعدا شجرة الموجودة في منتصف السماء".

    ولكن الشيطان، ظهر لهما في شكل ثعبان، وجربهما، وجعلهما يشكان في كلام الله، ويعصيان وصيته. وعندما خالفا وصية الله فقدا الصداقة مع الله، وطردا من الفردوس.

    إن خطيئة آدم وحواء، والتي تسمى "الخطيئة الأصليه"، هي أنهما خالفا وصية الله وبالتالي فقدا الفردوس، ولكن الله يغفر لنا هذه الخطيئة عن طريقة "سر المعمودية".

    - ما هي الخطيئة الأصلية التي قام بها آدم وحواء؟

    إنها خطيئة الكبرياء، وعدم طاعة الله، والشك في كلام الله.

    وأنت يجب أن تتعلم أن تطيع دائما الله لأنه كلماته ووصاياه هي لخيرك. وأن تطيع والديك لأنهما يحبانك ويردان خيرك.

    صلاة: يا إلهي الحبيب اعطني نعمة أن أكون طائعا دائما لك ولوالدي.

    7- وعد الله بالخلاص

    برغم أن الله قد لعن الحيّة التي أسقطت آدم وحواء في الخطيئة وفي عصيانه، إلا أنه وعدهما بالخلاص: أن واحد من نس المرأة سوف يسحق رأس الحيّة.

    هذه المرأة التي هي مريم العذراء، الأم النقية والطاهرة. البهية الجمال، والكلية الطهارة والقداسة، والتي بلا خطيئة، لأنها أم المسيح ابن الله الذي تجسد بيننا.

    - ما هو اسم ابن الله الذي تجسد وأصبح انساناً؟

    ابن الله الذي صار إنساناً اسمه "يسوع المسيح".

    عندما تصلي فكر وتأمل في الكلمات التي تنطقها، لأننا عندما نصلي نتكلم مع يسوع.

    صلاة: فلتكن مباركاً أيها الرب القدوس، وليكن مباركاً اسمك القدوس، وليكن مباركاً ابنك يسوع المسيح مخلصنا، الإله الكامل والإنسان الكامل.

    8- أم يسوع

    ظهر ملاك الرب من السماء إلى العذراء مريم وهي تصلي، في مدينة الناصرية، وقال لها: "السلام لك يا مريم يا ممتلئة نعمة الرب معكِ".

    ثم قال لها إن الله قد اختارها لتكن أم ابنه يسوع المخلص.

    قبلت مريم بتواضع دعوة الله لها لتكن أم يسوع، وأمنا في السماء.

    - من مَنْ وليد يسوع؟

    ولد يسوع من مريم العذراء، ولهذا فمريم العذراء تسمى "أم الله".

    عندما ترى صورة للعذراء مريم، ارشم علامة الصليب وقل السلام الملائكي: "السلام عليك يامريم، يا أم يسوع ويا أمي".

    ولا تنسى أن تصلي دائما المسبحة الوردية (السلام عليك يا مريم. ص..........). لأنها الصلاة الأبناء لأمهم السماوية.

    9- ميلاد الطفل يسوع

    ذهبت العذراء مع القديس يوسف إلى بيت لحم. ولما جأت ساعتها لتلد أبنها يسوع، بحثوا عن مكان يقبلهم فلم يجدوا، واضطروا إلى أن يذهبوا إلى إسطبل للحيوانات، لأن العذراء كانت منهكة من السفر.

    وفي تلك الليلة، في منتصف الليل، ولدت ابنها الطفل يسوع في مذود.

    ونحن كل عام نحتفل بذكرى هذا الحدث العظيم في "عيد الميلاد".

    أين ولدت يسوع المسيح؟

    ولد يسوع المسيح في بيت لحم، في مذود فقير.

    ولدت الطفل يسوع فقيراً ولذلك فهو يحب كل الفقراء. وأنت حبا؟ً بالمسيح الفقير يجب أن تحب وتساعد كل الفقراء.

    وصلي إلى الطفل يسوع من أجل كل الأطفال الفقراء والجائعين.

    10- الرعاة والمجوس

    بشر الملائكة الرعاة، في بيت لحم، أن يسوع المخلص قد ولد. فذهب الرعاة مسرعين ليروه وليقدموا له هداياهم.

    كما ذهب أيضاً للطفل يسوع المجوس ويقدموا له هداياهم: ذهب ومر وبخور، ليسجدوا له كابن الله.

    - من هو يسوع المسيح؟

    اذهب اليوم لزيارة يسوع في الكنيسة، وقدم له هديه أو عطية بسيطة، من النقود التي معك. وقل له:

    "أيها الطفل يسوع إنني اليوم سوف أقدم لك كل أعمال وأفعالي وأقوالي كهدية فقبلها وباركها. واجعلني افعل كل شيء بحسب أرادتك ومن أجل مجدك القدوس. آمين".

    11- الطفل يسوع

    لقد عاش يسوع حتى سن الثلاثون عاماً في الناصرية، مع أمه العذراء ومع القديس يوسف. كان وهو طفلا يصلي لله، ويطيع أبويه ويسعدهما، كما كان يلعب مع أصدقائه.

    إن يسوع كان يفعل ويحيا كأي طفل مهذب سواء في البيت أو خارجه.

    - أين عاش يسوع؟

    لقد عاش يسوع في مدينة الناصريّة، وهنا يقول الكتاب: "وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئا حكمة وكانت نعمة الله عليه. ثم نزل معهما وجاء إلى الناصرة وكان خاضعا لهما. وكانت أمه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها. وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" لوقا2/ 41 و15-52).



    أنت، فلتكن مهذبا، ومؤدبا، وطائعا لإبويك ومعلميك. ضع أمام عينيك دائما الطفل يسوع، الذي كان يصلي ويطيع أبويه، كمثال لك.

    صل من أجل كل أسرتك:

    "يا يسوع ومريم ويوسف باركوا وساعدوا اسرتي وعائلتي. آمين"

    12- يسوع المعلّم

    ولما أكمل الثلاثين عاما، بدأ يبشير ويعظ ويعلم البشر ما يجب أن يفعلوه لكي يدخلوا ملكوت الله. وكان الجميع يذهبون إليه ويسمعون تعاليمه. وكانت كل الأطفال تسعد وتفرح بالجلوس بجواره.

    يسوع كان يعلم أن الله هو أبونا، وأننا جميعا أولاده، وأنه يجب علينا أن نحب بعضنا بعضا.

    ماذا كان يفعل يسوع أثناء حياته الأرضية؟



    إن يسوع أثناء حياته الأرضية أعطانا المثال، وعلمنا من خلال كلماته وأفعاله كيف يمكنا أن نحيا بحسب إرادة ومشيئة الله.

    فكر في كل الأطفال الذين ليس لهم أب أو أم، كل الأطفال الذين ليس لهم أحد يعتني بهم. صل من أجلهم، واشكر الله أنه أعطاك أسرة ووالدين وأخوة يحبونك ويعتنون بك. واشكره لأنه يحبك كابنه.

    صل الآن "الأبانا". إنها الصلاة التي علمنا اياها يسوع المسيح.

    13- معجزات يسوع

    إن يسوع كان يحب ويساعد الجميع، الفقراء والأغنياء، الخطأة والأبرار.

    وكانوا يحضرون له والعميان والصم والبكم والعرج وكل المرضى وكان يشفيهم جميعاً. كما كان يقيم الموتى. وفي إحدى الأيام رأي جنازة لابن أرملة فقيرة، فتحنن قلبه، وأقامه من بين الأموات، وأعطاه لأمه.

    كان يسوع يفعل المعجزات لأنه الله. فالله وحده يستطيع أن يصنع المعجزات.

    - كيف أظهر يسوع أنه ابن الله؟

    لقد اظهر يسوع كونه ابن الله عن طريق المعجزات.

    اطلب من والدتك أن تحكي لك معجزة من معجزات المسيح، واستمع لها بإصغاء.

    صلاة: "يسوع إني أؤمن أنك إلهي".

    14- موت يسوع على الصليب

    لقد أمن بيسوع كل الناس الطيبين والخيّرين، الذين كان يسمعون كلامه ويحبونه.

    أما الأشرار فكانوا يكرهونه ويردون قتله، وقد تآمروا عليه وقدموه للمحاكمة ولطموه وضربوه وجلدوه وكللوه بإكليل من الشوك وصلبوه على خشب الصليب.

    وقد تحمل يسوع كل هذه الآلام من أجلنا، وتحمل الصلب لكي بصليبه نستطيع نحن الدخول إلى ملكوت الله.

    - ماذا فعل يسوع لكي يخلصنا؟

    إن المسيح لكي يخلصنا، قدم ذاته ذبيحة لله فوق الصليب، طائعا حتى الموت، وبطاعته أعاد آدم وحواء وكل البشر للفردوس الذي تركوه بعصيانهم.

    هل يوجد في بيتك صليب؟ تعلم أن تنظر دائما له، لأن الصليب يجعلنا نتذكر كيف أن يسوع يحبنا كثيراً.

    قَبّل الصليب واجثوا أمامه قائلاً:

    "يا يسوع حبيبي، إني أحبك وأريد أن أحيا دائما طائعا لك. آمين".

    15- قيامة يسوع من بين الأموات

    لقد أنزل يسوع من فوق الصليب عندما أسلم يسوع الروح ووضع في القبر ووضع على باب القبر حجر عظيم. ولكن في اليوم الثالث، عندما ذهبوا للقبر، وجدوا القبر فارغاً.

    على باب القبر لم يكن هناك الحجر بل أحد ملائكة قائلا: "إنه قام".

    ونحن نحتفل كل عام بهذه المناسبة احتفالاً عظيم في العيد الكبير أو عيد القيامة.

    - ماذا حدث بعد موت يسوع على الصليب؟

    إن يسوع بعد موته ذهب ليخلص كل الأنفس القديسة والتي كانت تنتظر الخلاص، كل أنفس القديسين والأبرار والأنبياء الذين عاش قبل ميلاده، محطماً أبواب الحجيم، ومنتصراً على الشرير.

    يجب على كل المسيحيين، قبل عيد القيامة، أن يصوموا ويعترفوا بخطاياهم لكي يكون مستعدين لقبول القربان المقدس.

    صلاة: "يسوع قام من بين الأموات، يسوع هو الطريق والحق والحياة، فيكن اسمه ممجداً دائما ابدا".

    16- صعود المسيح إلى السماء

    إن يسوع بعد قيامتة من بين الأموات مكث مع تلاميذه أربعين يوما. وعاش مع العذراء والتلاميذ وصنع أمامهم معجزات وأكد لهم قيامته وانتصاره على الموت.

    وفي اليوم الأربعين وهو يتكلم معهم ارتفع عنهم إلى السماء عائداً إلى الله أبيه، عائداً إلى السماء حيث عرش الله القدوس.

    وهو الآن يحيا في السماء مع الله الآب والروح القدس ونحن عندما نذهب إلى الفردوس سوف نراه ونحيا معه إلى الأبد.

    - ماذا فعل يسوع بعد قيامته؟

    إن يسوع المسيح بعد قيامته مكث مع تلاميذه وأمه العذراء لمدة أربعين يوماً، ثم صعد إلى السماء، وهو الآن يجلس عن يمين الله الآب القدير.

    فكر اليوم في يسوع الذي يحيا الآن في السماء، والذي ينظر لك وينتظرك.

    قل قانون الإيمان ........ ص وفكر جيداً في كلماته، هذه الكلمات التي تجعلنا نتذكر آلام المسيح وصليبه وقيامته وصعوده إلى السموات وجلوسه عن يمين الله.

    17- الوصايا

    لقد أعطى الله الشريعة والوصايا لشعبه وأراد أن يحفظوها ويتبعوها. وأهم هذه الوصايا هي الوصايا العشر، الذي كتبها الله واعطاها لموسى النبي على جبل سيناء، وذلك قبل ميلاد المسيح بزمن بعيد.

    وعندما ولد المسيح علمنا أن نحفظ الوصايا ونتبعها بمحبة.

    - ما هي الوصايا العشر؟

    هي الإرشادات الإلهية التي تساعدنا أن نحيا في سلام مع الله ومع ذواتنا ومع كل الآخرين.

    أنظر ص ..............

    صلاة: "يا يسوع الحبيب علمني أن احفظ دائما وصاياك، واعطني النعمة لكي أحيا دائما طائعا لك كما كنت أنت دائما طائعا لله أبيك. آمين".

    18- الفردوس

    نحن لا يمكننا أن نحيا إلى الأبد على هذه الأرض: لقد خلقنا الله لنحيا معه في الفردوس.

    الفردوس هو مكافأة الله التي أعدها إلى كل الذين يطعونه في الأرض ويحيون بحسب وصاياه، لكل الذين يحبونه من كل قلوبهم ويحفظون كلامه.

    والفردوس هو أن يحيا الإنسان مع الله وفي حضرته، حيث لا يوجد آلم ولا دموع ولا حزن، بل فرح وسعادة أبدية.

    - لماذا خلقنا الله؟

    لقد خلقنا الله لكي نعرفه ونحبه ونخدمه في هذه الحياة، لكي نحيا ونتمتع معه إلى الأبد في الحياة الأخرى، أي في الفردوس.

    ولكن لكي نعرفه ونحبه ونخدمه يجب أن نتعلم جيداً:

    1. الصلاة؛ 2. وقراءة الكتاب المقدس؛ 3. وعمل الخير؛ 4. وحفظ وصايا.

    أطلب من العذراء أن تحميك، وأن تحرسك من الوقوع في الخطيئة، وتعلم منها القداسة وحفظ وصايا الله.

    صلاة: السلام عليك يا ملكة يا أم الرحمة والرأفة، السلام عليك يا حياتنا ولذتنا ورجاءنا. إليكِ نصرخ نحن المنفيين أولاد حواء، وإليك نتنهد نائحين وباكين في هذا الوادي، وادي الدموع. فيا شفيعتنا أميلي نظرك الحنون إلينا، وأرينا بعد هذا المنفى ثمرة يسوع بطنك المباركة، يا حليمة، يا حنونة، يا مريم، يا بتولاً طاهرة اشفعي فينا. آمين. ص.....

    19- جهنم

    يفعل الخطيئة كل مَنْ لا يحفظ ولا يطيع وصايا الله. ويذهب الخاطئ إن لم يتوب عن خطاياه إلى جهنم.

    وجهنم هي حالة رهيبة، وهي السجن الذي يوجد فيه كل الأشرار، والنار الأبدية التي لا تنطفئ. جهنم هي أجرة الخطيئة. ومن جهنم لا يمكن الخروج.

    - ماذا يستحق الأشرار الذين ماتوا قبل أن يتوبوا؟

    إن الأشرار الذي لم يطيعوا الله ولم يحفظوا وصاياه، عندما يموتون في حالة الخطيئة، يستحقون جهنم الأبدية.

    تعلم هذه الصلاة: " تحت ذيل حمايتك نلتجيء يا والدة الله المباركة القديسة، فلا تغفلي عن طلباتنا في حاجاتنا، لكن نجينا من جميع الأخطار على الدوام، ايتها العذراء المجيد المباركة".

    20- الخطيئة

    الخطايا هي مخلفات البشر لوصايا الله. وهي اتباع الشر وترك الخير، أي اتباع كلام الشيطان وترك كلام الله. والخطايا ليست متساوية، فهناك الخطايا العرضية والخطايا المميتة.

    الخطايا العرضيه هي الخطايا البسيطة التي تنبع عن جهل ودون قصد. أما الخطايا المميتة في مخالفة وصايا الله واتباع الشرير عن قصد وعن معرفة

    ويجب أن نعرف أن كل الخطايا، سواء العرضية أو المميتة، تجرح وتهين قلب الله الذي يحبنا. إلا أن الخطايا المميتة تقتل الروح وتطفئ الإيمان وتخنق صوت الله بداخلنا، أي تقود من يفعلها إلى الموت الروحي، ولهذا فهي مميتة.

    - ما هي الخطيئة؟

    الخطيئة هي إهانة لله وعصيان وصاياه ومخالفة أوامره.

    إن الخطيئة هي أبشع شيء يبعدنا عن الله. فلا تسمع كلمات الشيطان الذي يجربك والذي يريد أن يبعدك ويحرمك من الله الذي يحبك.

    عندما تسقط في الخطيئة اسرع واطلب المغفرة من يسوع، واعترف في اقرب وقت.

    صلاة: فعل الندامة ..... ص.......

    21- النعمة والأسرار

    إن الله هو كلي الرحمة والقداسة، وهو يعطينا دائما نعم وعطايا كثيرة. ومن أعظم عطاياه عطية النعمة.

    فالنعمة هي أن يكون الإنسان في حالة من الطهارة والقداسة، أي أن يكون الله في قلب الإنسان، ويكون في صداقة مع يسوع.

    يسوع اعطانا النعمة بآلامه وصلبه وقيامته، وقد أسس لنا الأسرار المقدسة كينبوع دائم للنعمة.

    - ما هي الأسرار المقدسة؟

    1. سر المعمودية، 2. سر التثبيت، 3. سر الإفخارستيا، 4. سر التوبة، 5. سر مسحة المرضى، 6. سر الزواج، 7. سر الرسامة المقدسة.

    اليوم لكي تسعد قلب يسوع الذي يحبك، اغفر إلى أحد الأطفال الذين قد اساؤوا إليك في الماضي.

    صلاة: فلتكن نعمة الله الأب دائما معاً، ومع كل أقرباءنا وأحباءنا.

    22- سر المعمودية

    سر المعمودية هو أول الأسرار المقدسة، والذي بدونه لا يمكن قبول باقي الأسرار.

    وهو سر يعطي لمن يقبله، نعمة أن يصبح ابناً لله، تابعا ليسوع.

    - ما هو سر المعمودية؟

    إنه السر الذي من خلاله نصبح مسيحيين، أي تابعين للمسيح، وأبناء لله، وأعضاء في الكنيسة المقدسة.

    اسأل والديك عن اليوم الذي قبلت فيه سر المعمودية، وتذكر دائما هذا اليوم، لأنه يوم ميلادك الثاني، والذي أصبحت فيه مسيحيا. وهو سر لا يمكن محوه أو إعادته.

    أشكر الله الذي خلقك مسيحياً عن طريق المعمودية.

    صلاة: أشكر وأعبدك وأحمدك يا إلهي الحبيب لأنك خلقتني مسيحيا.

    23- سر التثبيت

    سر التثبيت أو سر مسحة الميرون هو السر الذي يتثبت من خلاله المعمد بقبول الروح القدس، فيصبح تلميذا وجنديا للمسيح، وهو سر لا يكرر، كسر المعمودية.

    - ما هو سر التثبيت؟

    هو السر الذي يجعلنا مسيحيين حقيقيين، تلاميذا للمسيح، وهيكلاً للروح القدس.

    وهو نعمة إلهي تتطلب من كل مؤمن التفاعل معها، عن طريق حفظ كلام الله، واتباع وصاياه.

    صلاة إلى الروح القدس: هلم أيها الروح القدس، أيها الملك السماوي المعزي، روح الحق، الحاضر في كل مكان، والمالىء الكُل. كنز الصالحات، والرازق الحياة. هلم واسكن فينا وطهرنا من كل دنس، وخلص أيها الصالح نفوسنا. قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الذي لا يموت ارحمنا. المجد للآب والابن والروح القدس، الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين. آمين.

    24- سر التوبة

    سر الاعتراف هو سر التوبة والمغفرة.

    فالكاهن يقوم بدور المسيح، فيسمع الخطايا ويغفرها باسم المسيح.

    إن يسوع يحبنا كثيراً، ولأنه يحبنا لا يريد أن يتركنا في الخطيئة، بل يقدم لنا سر التوبة، الذي من خلاله يغفر لنا كل خطايانا ويعطنا القوة والنعمة لكي لا نسقط مرة أخرى في الخطيئة.

    وهو كأب حنون ينتظر عودتنا وتوبتنا لكي يغفر لنا.

    - ما هو سر التوبة؟

    هو السر الذي أسسه المسيح لمغفرة الخطايا لكل التائبين الذين يعودون ويتوبون ويعزمون عدم العودة للخطيئة مرة ثانية.

    ويسوع يحب كثيراً أعمال التوبة، أي الأعمال التي يقوم بها التائب لكي يؤكد صدق توبته. فالمغفرة تتمّ فقط لمَنْ يتوب توبة صادقة.

    اليوم قم بعمل بسيط "إماته" وقدمه ليسوع علامة على حبك له وعلى كرهك للخطيئة.

    صلاة: يا يسوع الحبيب إني اليوم أقدم لك هذا العمل كفارة عن كل الخطايا التي فعلتها وعن كل الخطايا التي يفعلها الأشرار. آمين.

    25- الاعتراف المقبول من الله

    لكي يكون اعترافنا مقبول يجب أن يكون: 1. نابعا من توبة حقيقية، 2. كاملاً وصادقا، 3. نابعا من رغبة حقيقية في عدم العودة مرة أخرى للخطيئة.

    شروط الاعتراف المقبول.

    1. عمل فحص ضمير قبل الاعتراف. 2. الندم عن الخطايا المرتكبة. 3. القصد الثابت لعدم تكرارها. 4. التوبة والاعتراف الكامل والصادق. 5. عمل القصاص أو الكفّارة الذي يطلبه الكاهن.

    افحص ضميرك كل ليلة قبل أن تنام: اشكر الله على كل النعم التي أعطاها لك، واطلب منه المغفرة عن كل الخطايا التي فعلتها.

    ثم قل "فعل الندامة" ص......... طالبا من الله المغفرة والصفح.

    26- يسوع دائما معنا

    إن يسوع عندما صعد إلى السماء لم يترك كنيسته وحيدة على الأرض.

    إن يسوع هو عمانوئيل، أي الله دائما معنا.

    نحن لا نراه، ولكننا نقابله ونقبله في القربان المقدس، جسد ودم يسوع الحقيقيين.

    ما هو القربان المقدس؟

    القربان المقدس هو الخبز الذي تحول من مجرد خبز عادي إلى جسد الرب يسوع المقدس، هذا التحوّل الذي يتم خلال القداس الإلهي، والذي فيه يقدم يسوع جسده ودمه للمؤمنيين به.

    في بيت القربان يسكن يسوع، وهو يسعد جداً عندما نزوره ونصلي بخشوع أمامه.

    في كل مرة تدخل الكنيسة لا تنس أن تذهب إلى يسوع وتصلي أمامه، لأنه دائما ينتظرك ويفرح بزيارتك.

    صلاة: فلتكن مباركاً وممجداً أيها الرب القدوس في سر القربان المقدس.

    27- التناول المقدس

    عندما نتقدم للمناولة يأتى يسوع ويسكن داخلنا، وفي هذا العالم لا يوجد أجمل من هذا أن يسكن الرب داخلنا. فحتى الملائكة تتمنى ذلك، فهي ترى وتمجد يسوع، ولكنها لا تستطيع تناول مثلنا، فالله منح هذه العطية لنا فقط.

    - ماذا يجب أن أفعل قبل المناولة؟

    1. أن أكون في حالة النعمة أي مستعداً ومعترفاً، 2. أن أفكر في أنني أمام سر عظيم، أمام الله الذي يحبني ويعطيني ذاته، 3. أن أقبل المناولة بخشوع واحيّا حياة تليق بها.

    فيوم المناولة الاحتفالية الأولى سيكون أسعد أيام حياتي.

    صل دائما لكي تصل لهذا اليوم وأنت مستعد ومستحق.

    ادعو يسوع في قلبك: "يا يسوعي، إني أحبك، تعالى سريعا واسكن في قلبي. آمين".

    28- القداس الإلهي

    يقوم الكاهن في القداس الإلهي بنفس الشيء الذي قام به يسوع في العشاء الأخير مع تلاميذه، قبل أن يسلم للموت.

    فيسوع في العشاء الأخير، أخذ الخبز وشكر وأعطى لتلاميذه القديسين قائلاً: "هذا هو جسدي". ثم أخذ الكأس وشكر وأعطى لهم قائلاً: "هذا هو دمي، دم العهد الجديد لمغفرة الخطايا، اصنعو هذا لذكري".

    وفي القداس الإلهي يُعيد الكاهن نفس كلمات المسيح، فتحيا الكنيسة والكاهن نفس اللحظات التي عاشها يسوع والتلاميذ، أي أنه في كل مرة نصلي فيها القداس نعيش من جديد نفس العشاء الأخير مع يسوع.

    - هل نحن مجبرون على حضور القداس؟

    إن الذهاب للقداس كل يوم أحد هو وصية كنسية وبالتالي فعدم الذهاب هو خطيئة مميتة.

    عندما تذهب للقداس تذكر أنك في حضرة المسيح، فلا تتكلم مع مَنْ بجوارك ولا تنظر للذين من حولك، فكر فقط في كلمات القداس، واضعا أمام عينيك كتاب القداس، وكن مشتركاً فيه اشتراكا حقيقياً.

    كل مرة تأكلون من هذا الخبز وتشربون من هذا الكأس تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكروني إلى أن أجيء....

    29- الكنيسة

    الكنيسة كبناء هي المكان الذي نجتمع فيه للصلاة والتسبيح، وخاصة لصلاة القداس الإلهي.

    أما الكنيسة الحقيقية فهي جماعة المؤمنين باسم المسيح، الذين نالوا سر العماد، والذين يكونون العائلة المسيحية الكبيرة، فنحن عندما نقول الكنيسة نقصد كل المسيحيين في كل العالم، الذين يوحدهم الإيمان بيسوع.

    - من الذي أسس الكنيسة؟

    أسس الكنيسة السيد المسيح على إيمان الرسل والعذراء وعلى كل الذين يقبلون هذا الإيمان ويتعمدون باسم الأب والابن والروح القدس.

    كم نحن محظوظون لأن الله اختارنا وجعلنا مسيحيين، نصلي من أجل كل الأطفال الذين لم تعطى لهم هذه النعمة.

    صلاة: "السلام عليك يا مريم...ص...." من أجل كل الذين لا يعرفون يسوع لكي يعرفوه ويؤمنوا به ويحصلوا على الخلاص.

    30- البابا

    لقد اختار يسوع اثنى عشر تلميذا ليؤسس بهم كنيسته وشعبه الجديد. ومن بين هؤلاء الاثنى عشر اختار القديس بطرس ليجعل منه الصخرة التي يبنى عليها كنيسته. وأعطى له، ولكل التلاميذ، سلطان مغفرة الخطايا على الأرض. وبالتالي فالمسيح برغم كونه هو رأس الكنيسة، إلا أنه هو الذي اعطى الرسل مواهب الروح القدس ليبشروا كل الأمم ويعمدوهم، ويأسس هم أيضا كنائس أخرى.

    والبابا هو خليفة القديس بطرس، وهو راعي الكنيسة المنظور، وإليه يعود مهمة قيادة كل الكنيسة، كما يعود على الكنيسة طاعته والصلاة من أجله.

    ثم يأتي بعد البابا البطريرك الذي هو راعي الكنيسة المحلية. ثم الأسقف الذي هو راعي جزء من الكنيسة يسمى إيبارشية. ثم الكاهن الذي هو راعي رعية أو كنيسة محددة.

    وعلى كل منّا واجب الصلاة من أجل البابا والبطريرك والأسقف والكهنة لكي يعطيهم الله نهمته وحكمته.

    قم بالصلاة في حجرتك هذا المساء أمام صورة المسيح قائلاً:

    أشكرك يا إلهي الحبيب لأنك جعلتني عضواً في كنيستك المقدس، بارك يارب كنيستك، وكل الذين فيها، واجعلني ابنا طائعا وغيوراً عليها. وافتح عيني لأعرف إذا ما كنت تدعوني لتباعك. آمين

    31- الكنيسة القبطية

    كنيستنا القبطية الكاثوليكية هي الكنيسة التي أسسها القديس مرقس البشير، الذي جاء إلى مصر ليبشر بالمسيح، فأمن أهل مصر وأصبحوا مسيحيين. وقد استشهد في مصر مقدماً حياته لمجد المسيح ومجد الكنيسة.

    يرأس كنيستنا الكاثوليكية البطريرك، ويعاونه الأساقفة، والكهنة والرهبان والراهبات.

    توجد في كنيستنا سبع إيبارشيات: 1. القاهرة والإسكندرية، 2. والجيزة والفيوم وبني سويف، 3. المنيا، 4. أسيوط، 5. سوهاج، 6. الأقصر، 7. الإسماعيلية.

    ما هو أسم كنيستك؟

    اسم كنيستي "كنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك".

    ما أسم رعيتك؟ وما اسم راعيك؟ وما هو أسم بطرك الكنيسة في مصر؟ وما هو اسم الأسقف؟

    صلاة: احفظ يارب حياة أبينا البطريرك والأسقف والراعي وساعدهم لكي يخدموا كنيستك ويبشروا دائما بكلمتك. آمين.



    الندامة



    أبا، أيها الآب، اعترف بك إلهاً وخالقاً، محبّاً ورحيماً…

    أحمدك لأنك جعلتني من أهل بيتك، وأعطيتني كلّ ما هو لك حتى جعلتني ابناً بابنك الحبيب يسوع، وألبستني حلّة المجد.

    أبت، أمام حبّك العظيم، أعترف لك بضعفي، لأني لم أعرف أن أجاوب على حبّك في كلّ ظروف حياتي، ولا أن اتّكل على عنايتك الأبوية. أستغفرك على كل كلمة وعن كلّ عمل جرحت به قلبك في أحد اخوتي هؤلاء الصغار. الهي، امنحني روحك القدوس لكي أعيش أموت برضاك. آمين .





    يا أم المسيح المعظمة

    يا ام المسيح المعظمة، ويا أمنا المكرمة، لقد اجتمعنا على ذكرك الطيب وعلى حبك العظيم، وتلونا عليك سلام الله بكل ما في ذواتنا من الحب و الوفاء ودعوناك على الرجاء مؤمنين بذاتك المقتدرة وشفعتك المظفرة فبدلي بأمر المسيح ماءنا خمرا وضيقنا فرجا وعسرنا يسرا وداوي أوجاعنا وأزيلي همومنا وكفكفي دموعنا وحطمي قيودنا وعبئي بالحب والأيمان دلاءنا واطرحي عنا أعباءنا كلما ثقلت واخمدي فينا أهواءنا كلما عصفت وباركي بيتنا واحفظي أهلنا واجمعي شملنا واذكري عند المسيح أمواتنا وجري علينا من حمايتك المجيدة رداء مجيدا واقيا صوني يا أمنا على صراط الإنجيل امتنا وصوني على الإيمان الأصيل رجالنا ونسائنا وصوني بهم كنيستنا وديننا وثبتي على حب المسيح جموعنا و اجعلي راية عندنا المسيح فوق كل راية نحميها فتحمينا وكلمة المسيح فوق كل كلمة نحياها فتحينا والقي في بلادنا رحمة ومودة وسلاما وهبينا أن نحقق على المدى دعوتنا تطويبا لذاتك الغالية وتعظيما وتعظيما لمقامك الرفيع آمين.



    يارب علمني
    يارب علمني أن أميّز بين الأمور الَّتي يمكنني تغيرها

    والأمور الَّتي لا يمكنني تغيرها

    وهبني الشجاعة لأغير تلك، وهبني القوة لأتحمل هذه

    وهبني الحكمة لأستطيع أن أميز بينهما.
    منقوووووووووووول

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 5:51 am