لماذا أشعر بأن كل المسيحيين منافقين؟
--------------------------------------------------------------------------------
السؤال: لماذا أشعر بأن كل المسيحيين منافقين؟
الجواب: ربما يكون "الرياء" من أكثر التهم استفزازاً. ولكن للأسف أن بعض الناس يعتقدوا أن لهم الحق في الاعتقاد بأن كل المسيحيون مرائين. وكلمة رياء تعني "التظاهر أو التمثيل". والمصطلح موجود في العهد الجديد ويحمل نفس الفكرة والمعني.
ونجد في إنجيل متى (2:6 و5 و16)، أن المسيح يعلم الجمع عن أهمية الصلاة والصوم ولكنه في نفس الوقت يحذرهم من أن يكونوا كالمراؤون. فبإقامة الصلاة في المجامع والتصويت بالبوق عند تقديم الصدقة، هم يظهرون بذلك تعلقهم السطحي بالله. وبالرغم من إتقان الفريسيين مظاهر البر والصلاح، فهم فشلوا في أن يستحوذوا على قلب نقي طاهر أمام الله (متى 13:23-33 ومرقس 20:7-23).
ولم يدع المسيح تلاميذه قط بالمرائين. فهذا اللقب منح فقط للمتعصبين الدينيين الذين ضلوا الطريق. ولكنه دعى خاصته "أتباع"، و"أبناء"، و"خراف"، و"كنيسته". بالإضافة إلى ذلك، نجد تحذير واضح في العهد الجديد من خطيئة النفاق (بطرس الأولى 1:2)، وبطرس هنا يدعونا "فاطرحوا كل خبث ومكر والرياء والحسد وكل مذمة". وهناك مثلين واضحين مدونين في تاريخ الكنيسة. فأعمال الرسل 1:5-10، يندد بتلميذين كانا يتظاهران بأنهما أكثر كرماً من الآخرين. ولم تكن النتيجة جيدة. وقد أتهم بطرس بأنه يقود جماعة من المرائين في معاملتهم للمؤمنين الغير يهود (غلاطية 13:2).
ولذا فيمكننا أن نستخلص شيئين على الأقل من العهد القديم. أولاً، أن النفاق صفة وجدت منذ القديم ما بين المؤمنين الأولين. وأنهم كانوا موجودين منذ القدم ومن الخلال المثل الذي قدمه المسيح عن الوزنات الفارغة والقمح فإننا نعلم أنهم سيكونوا بين المؤمنين حتى نهاية الأيام (متى 18:13-20). بالإضافة إلى ذلك، إن كان الرسول بطرس نفسه قد أتهم بالمراءاة، فلا يوجد سبب يدعونا للاعتقاد أن المسيحيين العاديين سينجوا من مثل هذه التهم. فيجب أن نتوخى الحذر حتى لا نقع في مثل تلك التجربة (كورنثوس الأولى 12:10).
وبالطبع ليس كل من يدعي الإيمان بالمسيحية هو فعلاً شخص مسيحي. فالاحتمال الأعظم أن المراؤن هم ممثلون ودجالون. وليومنا هذا يقع كثير من قادة المسيحيون في التجارب. سواء كانت الخطايا مالية أو جنسية فهي بالطبع تؤثر على المجتمع المسيحي ككل. وبدلاً من إلقاء اللوم على كل المسيحيون يجب وأن نتسأل إن كان هؤلاء الأشخاص فعلاً مسيحيون أم أنهم فقط مراءون. وكثير من الآيات الكتابية تشير إلى أن الذين ينتمون إلي عائلة الله سيظهرون ثمر الروح القدس في حياتهم (غلاطية 22:5-23). ومثل الزارع في متى 13 يوضح لنا أن ليس كل من يدعي معرفة الله هو صادق. فللأسف، الكثيرون ممن يؤمنون بالله سيفاجأون عندما يقول الرب لهم "إذهبوا عني يا ملاعين. فلم أعرفكم قط" (متى 23:7).
ثانياً، بالرغم من أننا يجب ألا نندهش لإدعاء الناس بأنهم أكثر قداسة مما هم عليه بالفعل، فلا يمكننا أن نستنتج من ذلك أن كل المؤمنيين مرائين. وأننا خطاة بالرغم من إيماننا بالمسيح ومغفرته لخطايانا. فبالرغم من خلاصنا من عقاب الخطيئة الأبدي (رومية 1:5 و23:6)، نحن سنخلص ونفدى من الخطيئة في حياتنا (يوحنا الأولى 8:1-9)، وهذا يتضمن خطيئة المراءاة. ومن خلال إيماننا الحي بالمسيح يسوع، سنستمر في الانتصار على الخطيئة والتغلب على سلطانها علينا حتى يتم فدائنا (يوحنا الأولى 4:5-5).
كل المسيحيون لا يعيشون بالمعايير التي يعلمها الكتاب المقدس. ولا يوجد أحد قط يماثل المسيح. ولكن الكثير من المسيحيون يحاولوا أن يعيشوا بطريقة تمجد الله ويعتمدوا على الروح القدس لتبكيت ضمائرهم وتغييرهم وتقويتهم لفعل ذلك. ومعظم المسيحيون عاشوا حياة خالية من الفضائح. ولا يوجد مسيحي كامل، ولكن الوقوع في الخطأ والإخفاق في الوصول إلى الكمال، مختلف عن المراءاة.
منقول
--------------------------------------------------------------------------------
السؤال: لماذا أشعر بأن كل المسيحيين منافقين؟
الجواب: ربما يكون "الرياء" من أكثر التهم استفزازاً. ولكن للأسف أن بعض الناس يعتقدوا أن لهم الحق في الاعتقاد بأن كل المسيحيون مرائين. وكلمة رياء تعني "التظاهر أو التمثيل". والمصطلح موجود في العهد الجديد ويحمل نفس الفكرة والمعني.
ونجد في إنجيل متى (2:6 و5 و16)، أن المسيح يعلم الجمع عن أهمية الصلاة والصوم ولكنه في نفس الوقت يحذرهم من أن يكونوا كالمراؤون. فبإقامة الصلاة في المجامع والتصويت بالبوق عند تقديم الصدقة، هم يظهرون بذلك تعلقهم السطحي بالله. وبالرغم من إتقان الفريسيين مظاهر البر والصلاح، فهم فشلوا في أن يستحوذوا على قلب نقي طاهر أمام الله (متى 13:23-33 ومرقس 20:7-23).
ولم يدع المسيح تلاميذه قط بالمرائين. فهذا اللقب منح فقط للمتعصبين الدينيين الذين ضلوا الطريق. ولكنه دعى خاصته "أتباع"، و"أبناء"، و"خراف"، و"كنيسته". بالإضافة إلى ذلك، نجد تحذير واضح في العهد الجديد من خطيئة النفاق (بطرس الأولى 1:2)، وبطرس هنا يدعونا "فاطرحوا كل خبث ومكر والرياء والحسد وكل مذمة". وهناك مثلين واضحين مدونين في تاريخ الكنيسة. فأعمال الرسل 1:5-10، يندد بتلميذين كانا يتظاهران بأنهما أكثر كرماً من الآخرين. ولم تكن النتيجة جيدة. وقد أتهم بطرس بأنه يقود جماعة من المرائين في معاملتهم للمؤمنين الغير يهود (غلاطية 13:2).
ولذا فيمكننا أن نستخلص شيئين على الأقل من العهد القديم. أولاً، أن النفاق صفة وجدت منذ القديم ما بين المؤمنين الأولين. وأنهم كانوا موجودين منذ القدم ومن الخلال المثل الذي قدمه المسيح عن الوزنات الفارغة والقمح فإننا نعلم أنهم سيكونوا بين المؤمنين حتى نهاية الأيام (متى 18:13-20). بالإضافة إلى ذلك، إن كان الرسول بطرس نفسه قد أتهم بالمراءاة، فلا يوجد سبب يدعونا للاعتقاد أن المسيحيين العاديين سينجوا من مثل هذه التهم. فيجب أن نتوخى الحذر حتى لا نقع في مثل تلك التجربة (كورنثوس الأولى 12:10).
وبالطبع ليس كل من يدعي الإيمان بالمسيحية هو فعلاً شخص مسيحي. فالاحتمال الأعظم أن المراؤن هم ممثلون ودجالون. وليومنا هذا يقع كثير من قادة المسيحيون في التجارب. سواء كانت الخطايا مالية أو جنسية فهي بالطبع تؤثر على المجتمع المسيحي ككل. وبدلاً من إلقاء اللوم على كل المسيحيون يجب وأن نتسأل إن كان هؤلاء الأشخاص فعلاً مسيحيون أم أنهم فقط مراءون. وكثير من الآيات الكتابية تشير إلى أن الذين ينتمون إلي عائلة الله سيظهرون ثمر الروح القدس في حياتهم (غلاطية 22:5-23). ومثل الزارع في متى 13 يوضح لنا أن ليس كل من يدعي معرفة الله هو صادق. فللأسف، الكثيرون ممن يؤمنون بالله سيفاجأون عندما يقول الرب لهم "إذهبوا عني يا ملاعين. فلم أعرفكم قط" (متى 23:7).
ثانياً، بالرغم من أننا يجب ألا نندهش لإدعاء الناس بأنهم أكثر قداسة مما هم عليه بالفعل، فلا يمكننا أن نستنتج من ذلك أن كل المؤمنيين مرائين. وأننا خطاة بالرغم من إيماننا بالمسيح ومغفرته لخطايانا. فبالرغم من خلاصنا من عقاب الخطيئة الأبدي (رومية 1:5 و23:6)، نحن سنخلص ونفدى من الخطيئة في حياتنا (يوحنا الأولى 8:1-9)، وهذا يتضمن خطيئة المراءاة. ومن خلال إيماننا الحي بالمسيح يسوع، سنستمر في الانتصار على الخطيئة والتغلب على سلطانها علينا حتى يتم فدائنا (يوحنا الأولى 4:5-5).
كل المسيحيون لا يعيشون بالمعايير التي يعلمها الكتاب المقدس. ولا يوجد أحد قط يماثل المسيح. ولكن الكثير من المسيحيون يحاولوا أن يعيشوا بطريقة تمجد الله ويعتمدوا على الروح القدس لتبكيت ضمائرهم وتغييرهم وتقويتهم لفعل ذلك. ومعظم المسيحيون عاشوا حياة خالية من الفضائح. ولا يوجد مسيحي كامل، ولكن الوقوع في الخطأ والإخفاق في الوصول إلى الكمال، مختلف عن المراءاة.
منقول