رهبنة الكرمل
1- أصولها:
تمتدّ روحانية رهبنة الكرمل في جذورها إلى إيليا النبي الذي كانت تؤججه نار الغيرة على مجد الرب "إني غرت للرب إله الجنود" (رج 1 مل 17)، والذي يحيا دوما في الحضرة الإلهية "حي رب الجنود الذي أنا واقف أمامه"، ولقد أمضى حياة كلها تأمل واختلاء فوق جبل الكرمل، ثم هبط من الجبل لكي يحيى إيمان العابدين بالله، وأخيراً ارتقى إلى السماء راكباً عربة من نار... واستمر بنو الأنبياء تحت إدارة اليشع النبي، في خلوتهم فوق جبل الكرمل، عابدين الإله الحق، ومطالعين الكتاب المقدس، ولقد أسسوا مراكز أخرى للحياة النسكية في مختلف أنحاء فلسطين.
وترجع أصول رهبنة الكرمل، إلى جبل الكرمل في فلسطين، حيث كان الرهبان الأولون يمارسون لوناً من حياة النسك "متأملين أناء الليل وأطراف النهار، في شريعة الله" في عزلة مغاراتهم التي كانت تنتشر فوق ربوع الجبل المقدس.
وبانتقالها إلى أوروبا، صارت الرهبنة على نسق رهبانية الغرب وهي المعيشة في الأديرة مع اتباع نظام خاص من الحياة المشتركة القانونية.
ولما عادت الرهبنة إلى أصلها النسكي فليس من الغريب حينئذ عندما أعادت القديسة تريزا دافيلا، رهبنة الكرمل إلى منشئها المثالي الأصلي، الذي يعتمد على حياة المشاهدة والعزلة، أن تراود بعض الرهبان الكرمليين الحفاة فكرة تأسيس بعض الأديرة الواقعة في محيط من العزلة التامة بعيداً عن ضوضاء المدن حيث يصبح في مكنتهم الإنفراد بأنفسهم مقتدين بسيرة السلف الصالح من سكان جبل الكرمل القدماء، وهذا بالضبط هو أصل ما يطلق عليه في إصلاح الرهبنة الكرملية "البراري المقدسة".
2- روحانيتها:
الرهبان الكرمليون أمناء لروح الكرمل، وهو التأمل والرسالة، فإنهم ينصرفون إلى حياة الصلاة وهي الضرورية لخير الكنيسة، بحيث تتحول الصلاة إلى عصارة تمد الأجهزة المختلفة لكنيسة المسيح بالحياة وكثمر لهذه الصلاة وهي الاتصال الحبي بالله، ترد الرسالة المميزة للكرمل، متبلورة في التوجيه والاشراف على الرياضات الروحية، وتطهير النفوس، كذلك تتمثل رسالة الكرمل في القيام بشؤون ما يسمى "مدارس الصلاة"، وهي اجتماعات دورية، تلقن فيها صفوة المؤمنين كيفية ممارسة الصلاة العقلية، عن طريق محاضرات خاصة، وإلى جانب ذلك نضيف نشأة الحركات الرسولية في الكنائس الكرملية وهي تشمل: الرهبنة العلمانية الثالثة، وجمعية الثوب المقدس للكرمل، الخ.
3- نشاطاتها:
نشاط رهبنة الكرمل هو نشاط فائق الطبيعة، يتحقق بواسطة الإيمان والحب وبذلك يفوق كل نوع من أنواع النشاط الإنساني الخالص، وبالتالي فهي تبدو مدثرة في ثوب لغز ما، مثل سر الالوهية، الذي يمثل هدفها.
والكرمل يتجه مباشرة إلى الله، المبدأ والمنتهى لكل مطامحنا. وللإرتقاء إلى الله، فإن ذلك يتطلب منا الممارسة بحزم وثبات للفضائل الإلهية، الإيمان والرجاء والمحبة، وفي المزاولة الكاملة لهذه الفضائل تكمن القداسة.
وإن الصبغة المريمية تتجلى بصورة واضحة في الرهبنة إلى حد أن طابعها الجوهري المميز، وشخصيتها الخاصة وحياتها تنصب كلها على خدمة مريم، يعني: الامتثال المطلق لإرادتها، وتكريس أفرادها كلهم لها.
الموسوعة العربية المسيحية
1- أصولها:
تمتدّ روحانية رهبنة الكرمل في جذورها إلى إيليا النبي الذي كانت تؤججه نار الغيرة على مجد الرب "إني غرت للرب إله الجنود" (رج 1 مل 17)، والذي يحيا دوما في الحضرة الإلهية "حي رب الجنود الذي أنا واقف أمامه"، ولقد أمضى حياة كلها تأمل واختلاء فوق جبل الكرمل، ثم هبط من الجبل لكي يحيى إيمان العابدين بالله، وأخيراً ارتقى إلى السماء راكباً عربة من نار... واستمر بنو الأنبياء تحت إدارة اليشع النبي، في خلوتهم فوق جبل الكرمل، عابدين الإله الحق، ومطالعين الكتاب المقدس، ولقد أسسوا مراكز أخرى للحياة النسكية في مختلف أنحاء فلسطين.
وترجع أصول رهبنة الكرمل، إلى جبل الكرمل في فلسطين، حيث كان الرهبان الأولون يمارسون لوناً من حياة النسك "متأملين أناء الليل وأطراف النهار، في شريعة الله" في عزلة مغاراتهم التي كانت تنتشر فوق ربوع الجبل المقدس.
وبانتقالها إلى أوروبا، صارت الرهبنة على نسق رهبانية الغرب وهي المعيشة في الأديرة مع اتباع نظام خاص من الحياة المشتركة القانونية.
ولما عادت الرهبنة إلى أصلها النسكي فليس من الغريب حينئذ عندما أعادت القديسة تريزا دافيلا، رهبنة الكرمل إلى منشئها المثالي الأصلي، الذي يعتمد على حياة المشاهدة والعزلة، أن تراود بعض الرهبان الكرمليين الحفاة فكرة تأسيس بعض الأديرة الواقعة في محيط من العزلة التامة بعيداً عن ضوضاء المدن حيث يصبح في مكنتهم الإنفراد بأنفسهم مقتدين بسيرة السلف الصالح من سكان جبل الكرمل القدماء، وهذا بالضبط هو أصل ما يطلق عليه في إصلاح الرهبنة الكرملية "البراري المقدسة".
2- روحانيتها:
الرهبان الكرمليون أمناء لروح الكرمل، وهو التأمل والرسالة، فإنهم ينصرفون إلى حياة الصلاة وهي الضرورية لخير الكنيسة، بحيث تتحول الصلاة إلى عصارة تمد الأجهزة المختلفة لكنيسة المسيح بالحياة وكثمر لهذه الصلاة وهي الاتصال الحبي بالله، ترد الرسالة المميزة للكرمل، متبلورة في التوجيه والاشراف على الرياضات الروحية، وتطهير النفوس، كذلك تتمثل رسالة الكرمل في القيام بشؤون ما يسمى "مدارس الصلاة"، وهي اجتماعات دورية، تلقن فيها صفوة المؤمنين كيفية ممارسة الصلاة العقلية، عن طريق محاضرات خاصة، وإلى جانب ذلك نضيف نشأة الحركات الرسولية في الكنائس الكرملية وهي تشمل: الرهبنة العلمانية الثالثة، وجمعية الثوب المقدس للكرمل، الخ.
3- نشاطاتها:
نشاط رهبنة الكرمل هو نشاط فائق الطبيعة، يتحقق بواسطة الإيمان والحب وبذلك يفوق كل نوع من أنواع النشاط الإنساني الخالص، وبالتالي فهي تبدو مدثرة في ثوب لغز ما، مثل سر الالوهية، الذي يمثل هدفها.
والكرمل يتجه مباشرة إلى الله، المبدأ والمنتهى لكل مطامحنا. وللإرتقاء إلى الله، فإن ذلك يتطلب منا الممارسة بحزم وثبات للفضائل الإلهية، الإيمان والرجاء والمحبة، وفي المزاولة الكاملة لهذه الفضائل تكمن القداسة.
وإن الصبغة المريمية تتجلى بصورة واضحة في الرهبنة إلى حد أن طابعها الجوهري المميز، وشخصيتها الخاصة وحياتها تنصب كلها على خدمة مريم، يعني: الامتثال المطلق لإرادتها، وتكريس أفرادها كلهم لها.
الموسوعة العربية المسيحية